يطبق الفرنسيون تعبير ليلة بيضاء Une nuit blanche على تلك الليلة التى لا يغمض لهم فيها جفن أو بمعنى آخر ليلة مؤرقة لا نوم فيها حتى الصباح فهل مررت بذات التجربة؟ سؤال معروف الإجابة فمن منا لم ينل حظه من الليالى البيضاء؟
الطفل حديث الولادة ينام لمدة قد تتجاوز الثمانى عشرة ساعة تتناقص ساعات نومه إلى حوالى ١٢ ساعة يوميا فى سنته الأولى بينما يستغرق المراهق فى النوم ما لا يقل عن ٩ ساعات يوميا تتناقص إلى من ٧ ــ ٨ ساعات يوميا للإنسان البالغ فى الحدود العادية. لكن منا من يكفيه أربع ساعات فقط لينهض فى كامل نشاطه البدنى والذهنى.
يعترينا القلق وتداهمنا الأفكار على اختلافها ولا يصبح النوم كما نصفه سلطانا بل جلادا يحيل ليلنا نهارا فرنسيا. قبل أن تراجع طبيبا نفسيا أو متخصصا بعلم النوم وهو تخصص مستقل الآن وله علماؤه تمهل قليلا وحاول أن تراجع نفسك فى تفاصيل يومك.
< إذا كنت من هواة الشاى والقهوة فاعلم أنهما ليسا المصدر الوحيد للكافيين فى يومك هناك أيضا كل أنواع الكولا ومشروبات الطاقة والشيكولاتة والنيكوتين ومعظم الأدوية التى تتناولها لعلاج الصداع. راجع نفسك وحاول أن تتوقف عن التدخين أو تناول أى من المواد المحتوية للكافيين قبل النوم بست ساعات على الأقل.
< الجوع والشبع لا يشجعان إطلاقا على النوم فهما يتسببان فى حالة من القلق والتوتر خاصة تناول المواد السكرية قبل النوم مباشرة. ووفقا لإرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب النوم فإن هناك من الدلائل التى تشير إلى أن بعض الأطعمة قد تساعد على اجتلاب النوم بصورة طبيعية: أهمها اللبن فكوب من الحليب الدافئ قد يساعد كثيرا منها أيضا سمك التونة والقرع العسلى واللوز والبيض والمشمش والخوخ والموز فى توقيت مناسب. عشاء خفيف وكوب لبن دافئ قبل وقت النوم بساعتين لا أقل.
< ممارسة الرياضة من أهم العوامل التى تؤمن لك نوما هادئا وعلى عكس كل من تخيل أنها قد تفيد إذا ما مورست فى آخر النهار فهى أفضل كثيرا إذا ما بدرت بها صباحك. إذا لم يتوفر لك الوقت إلا مساء فمارس بعض التمارين الخفيفة وأفضلها المشى واتبعها بحمام دافئ ثم اخلد إلى فراشك.
< كلنا بحاجة لأن نتعلم طقوس ما قبل النوم وفقا لما تدعو إليه الأكاديمية الأمريكية لطب النوم: الاسترخاء أمر ضرورى وهام للفصل بين ما نعيشه فى صباحاتنا من مشاكل وهجوم وضغوط عصبية ونفسية وبين ما نتمنى أن نحصل عليه من هدوء نفسى حينما نخلد للنوم.
تهيئة النفس للنوم لن تستغرق منك وقتا طويلا بل ما بين عشرة إلى خمس عشرة دقيقة تلجأ لها لفعل تحبه مثل قراءة صفحة أدبية أو ممارسة التأمل الذهنى فى مكان هادئ بلا ضجة وربما الاستحمام بماء دافئ ثم أقصد فراشك بغرض النوم ولا شىء غيره.
إذا لم يواتيك النوم خلال خمس عشرة دقيقة فلن يأتِ سريعا عليك أن تنهض من فراشك وتعاود الكرة. لا تنظر إلى ساعتك ولا تتعجل العودة للفراش بل حاول بهدوء أن تستعيد رغبتك فى النوم واستسلم لها.
إذ لم تجدِ محاولاتك للنوم الطبيعى لا تلجأ إطلاقا للمهدئات والمنومات إن منها ما يستدعى الرغبة فى الانتحار فلا تغامر رغبة منك فى المحاولة بمفردك الجأ لطبيب.