بغلة العراق وتلميذ مصر الجديدة - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:42 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بغلة العراق وتلميذ مصر الجديدة

نشر فى : الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 9:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 9:50 ص
وصفوه بأنه وزير الضبط والربط.. قالوا إن الوزارة فى عهده ستكون «وزارة التربية» وأنها ستتحول إلى تأديب وتهذيب إصلاح، على حساب تراجع الاهتمام بمستوى التعليم.

قلنا ماشى، الاهتمام بالتربية مطلوب بعد أن تحولت المدارس إلى وليمة لأعشاب الانحدار الأخلاقى والسلوكى. لكن وبعد هذه الشدة وإظهار العين الحمراء ومد اليد الباطشة، لا تربية تحققت ولا تعليم انطلق.

إن ما جرى فى مدرسة مصر الجديدة ــ إن صحت الوقائع المنشورة ــ يكفى لإسقاط حكومة بكاملها.. أن تتحول المدرسة إلى وكر لممارسة الرذيلة فتلك كارثة تستوجب مساءلة الوزير ومحاكمته، وليس فقط إيقاف مدير المدرسة عن العمل، وفصل الطلاب الثلاثة الذين هتكوا عرض زميلهم فصلا مؤقتا.

وفقا لما نشر فى «المصرى اليوم» فإن كل ما فعله مدير المدرسة بعد الكارثة أنه حذف مقطع الفيديو الذى يسجل وقائع الجريمة، ثم أمر المجنى عليه بالصمت، وذلك لو ثبتت صحته جريمة أشنع وأكثر كارثية من واقعة التعدى على التلميذ، ومن ثم فإن الاكتفاء بإجراء إدارى تمثل فى إحالته إلى عمل إدارى يكون أيضا جريمة أخلاقية أخرى، مثلها مثل الاكتفاء بفصل الذئاب الثلاثة الصغار لمدة ثلاثة أيام فقط.

وإذا كان السيد المدير وفقا لتحقيقات النيابة يقول إنها كانت محاولة اعتداء لم تكتمل فهذه قمة المأساة، إذ تكشف إلى أى حد لا توجد إدارة بالمدرسة، وكأنها مغارة فى بطن الجبل، فأن تحدث كل هذه الوقائع ولا يعلم عنها المدير ومساعدوه شيئا إلا بعد شكوى التلميذ المعتدى عليه، فمعنى هذا أن لا أحد هناك.. لا أحد يتابع.. لا أحد يعمل.. لا أحد يحترم مسئولياته أمام الله وأمام القانون.

لقد اقتادت الوزارة الجميع إلى أتون معركة الكتاب الخارجى، رافعة شعارات نارية فى مواجهة فوضى المناهج، مشددة على التصدى لمبدأ سيادة الكتاب الخارجى على العملية التعليمية، ثم عادت وقدمت «المبالغ» على «المبادئ» وتصالحت مع تجار الكتب الخارجية بعد التفاهم على نصيب الوزارة من الكعكة، والنتيجة أن نسيت الوزارة أو أهملت الأهم فى العملية التعليمية وهو توفير مناخ مدرسى يأمن فيه أولياء الأمور على أبنائهم، ناهيك عن أنه بعد مرور شهرين أو يزيد على بدء الدراسة لم يتسلم تلاميذ كثيرون كتب الوزارة حتى الآن.

سيادة الوزير: كان عمر بن الخطاب يقول «لو عثرت بغلة فى العراق لسألنى الله عنها».. بغلة يا سيادة الوزير، فماذا أنت فاعل لتلميذ مصر الجديدة؟
وائل قنديل كاتب صحفي