المحررفى تصريح واع مسئول لوزير الصحة الدكتور عادل العدوى فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية التى تتخذها الوزارة لمواجهة خطر انتقال عدوى فيروس كورونا من المملكة العربية السعودية إلينا تحدث عن احتمال إلغاء رحلات العمرة والحج هذا العام. من الطبيعى أن يتأثر الكثيرون من مواطنينا بهذا المنع فمن منا لا يصيبه حزن ثقيل إذا ما عزم على السعى إلى الأرض المقدسة وفاجأه قرار يمنع عنه تلك العطية الإلهية؟ لكن هناك بلا شك أمل فى أن يفيض كرم ذى الجلال والإكرام ليثيب كل من انتوى وعزم وباغته هذا القرار الذى تفرضه ظروف قاهرة تمس حياة الإنسان.
توفى إلى الآن مائة من المصابين بالالتهاب الرئوى الوخيم ويعانى ثلاثمائة وواحد وستون من تداعياته فى السعودية منذ بدء اكتشاف الفيروس.
يظل الفيروس محل حيرة علمية تتعلق بنشأته وطريقة انتشار عدواه التى سجلت فى الأسابيع القليلة الماضية ارتفاعا ملحوظا. هل ارتفعت موجة المد نظرا لارتفاع حرارة الجو الأمر الذى يواكبه نشاط فى حركة الفيروس كما صرحت منظمة الصحة العالمية، أما فهذا أمر فى الواقع لا يمكن التكهن بحقيقته فى ظل الظروف الحالية إنما كل ما يمكننا عمله هو التعريف بوسائل الوقاية من العدوى ومحاولة محاصرتها. المناسك بلا شك أمر مهم فى حياة المسلم لكن حماية حياته أمر واجب وملزم وفرض عين يتوارى أمامه فرض الكفاية.
تأجيل العمرة والحج قرار وقائى مسئول يجب تنفيذه دون تردد. يجب أيضا أن تدعمه جهود رجال الدين مستندين إلى أن جلب المنافع مقدم على درء المفاسد تلك القاعدة الفقهية التى تنطق عن حكمة وروية تعلى من شأن الإنسان وتؤكد حرص الدين على حياة الإنسان وسلامته فى دنياه.
نحن فى حاجة إلى فتوى ملهمة واجتهاد واجب فى تلك القضية المهمة التى تتعلق بأرواح البشر. نحن فى انتظار فقيه مستنير يعيد للأذهان أمجاد أئمة طالت قامتهم السحاب وأناروا للمسلمين والعالم عصورا مظلمة على مر التاريخ. نحن فى انتظار «مفتى» يؤيد قرار تأجيل الحج والعمرة هذا العام فما وراء الحجب يشى بخطورة الوضع فى السعودية. بالطبع أقصد مفتيا عالما لا تشغله قضايا مريضة لنفوس مشوهة كذلك الذى طلع علينا فى وسائل الإعلام من خلف غلالة شفافة حتى لا تثير ملامحه فتنة فى قلوب النساء أو ذلك الذى أفتى بأن يترك الرجل زوجته لمغتصبيها إذا تهددت حياته ناسيا أن عليه السلام عدَّ من مات دفاعا عن عرضه شهيدا!
هذا قرار شجاع يجب أن يدعمه «مفتى» يعرف حق قدر علم اختصه الله به واجتهاد يعلى من قدره يحمى به أرواح البشر.