خيرا يفعل الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يشارك فى اختيار الكوادر الجديدة المزمع التحاقها فى العمل، ففعل ذلك مع الشباب الراغبين فى الالتحاق بالكلية الحربية وكذلك بكلية الشرطة ولكن حضور الرئيس تلك الاختبارات يعطى اشارة قوية لمؤسسات الدولة المختلفة وحتى القطاع الخاص والأعمال والخدمات وغيرها بأنه من الضرورى أن يكون المرشحون للاعمال على أعلى مستوى من الاستعداد علميا وثقافيا وبدنيا لتحمل مسئوليات العمل وكذلك هى إشارة للمتقدمين إلى هذه الاعمال بان يكونوا هم ايضا على المستوى العلمى والثقافى والبدنى. وسأتجرأ واقول على غرار امتحانات وزارة الخارجية التى تفرز الأشخاص المستحقين للالتحاق فى السلك الدبلوماسى من بين مئات من المتقدمين لهذا الامتحانات.
والحقيقة أن أصواتا كثيرة طالبت فى الماضى، ومازالت تطالب بضرورة تحديث الجهاز الإدارى بالدولة بكامله. وبطبيعة الحال فإن التحديث لا يعنى مجرد استبدال موظف بموظف آخر، وإنما التحديث يعنى تأهيل كل موظف تأهيلا علميا، من حيث قدراته على التعامل مع التكنولوجيا، وإعداده نفسيا لتقديم الخدمة للجمهور سواء كان موظفا أو مدرسا أو ضابطا. وللعلم فإن الوقت يمضى بنا، والزمن لا ينتظر أحدا بل علينا نحن أن نؤهل أنفسنا للحاق به، وأهم تأهيل هو إعادة تدريب كوادرنا البشرية فى مختلف الوظائف والمهن حتى يمكننا اللحاق بعصرنا الحديث ومواجهة تحدياته.
التأهيل والتكوين الشخصى يسيران جنبا إلى جنب فالإنسان خاصة فى هذا العصر المتقدم تكنولوجيا يحتاج إلى تكوين وتأهيل ورفع مستواه طوال الوقت وهذا ما تفعله المؤسسات العالمية سواء فى الإدارة أم الاقتصاد ولكن خاصة فى التعليم والجامعات حتى تكون هذه المؤسسات مطلعة على احدث المستحدثات.
إن إنجاح أى تنمية اقتصادية مستدامة يعتمد على تنمية البشر أولا. ومن هذا المنطلق جاء حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على تطبيق أحدث المعايير العالمية عند اختيار الكوادر البشرية التى تتولى الوظائف، ولن يتحقق ذلك إلا بتطبيق التدريب الفنى العلمى، لبناء الشخصية، على تلك الكوادر.
ولا شك فى أنه من البدهى أن وظيفة المدرس هى أهم الوظائف فى المجتمع لأنه هو من يحمل عبء تأسيس الإنسان منذ نعومة أظفاره، ولذلك جاء حرص الرئيس السيسى على الحضور بنفسه، أمس الأول جانبا من الاختبارات التى تتم حاليا لاختيار المتقدمين لوظائف وزارة التربية والتعليم. وبالتأكيد نتذكر أن الرئيس دائما ما يحضر اختبارات المتقدمين للوظائف الحيوية الأخرى، وليس للمدرسين فقط. والرسالة التى يريد الرئيس إبلاغها لهؤلاء المتدربين، وللمجتمع كله، أن العنصر البشرى هو الأهم، ومن ثم يجب تدريبه تدريبا جادا. ونتمنى أن هذه الجدية تكون فى جميع القطاعات والمؤسسات والشركات والمصانع إلى آخره.