خرجت الجماهير يوم الثلاثين من يونيو معبرة عن رغبة واضحة وواحدة وموحدة رافعة شعار «ارحل». انضممت إلى مسيرة مسجد الاستقامة بالجيزة متوجها إلى ميدان التحرير. لم نرفع شعارات حزبية وهتفنا بما رأيناه حقاً. دخلنا ميدان التحرير قبيل المغرب وأخذت أنصت إلى الناس متأملا الوجوه وتكونت لدى عدة ملاحظات حول اليوم:
• الأعداد المشاركة تقارب أو تتفوق على المشاركين فى يوم ٢٨ يناير ٢٠١١ ومن جميع الطبقات الاجتماعية والأعمار ومن الرجال والسيدات.
• اجتمع الناس على رفض حكم الإخوان بشكل عام والتأكيد على رفض مرسى ومطالبته بالرحيل.
• اختلف الناس حول الهتاف للجيش أو للشرطة وهو أمر طبيعى لاختلاف مشاربهم.
• لم يكن التنظيم محكما كما كان فى مليونيات الثورة الأولى سواء فى الدخول أو الخروج من الميدان أو تأمينه.
• لقد خرجت الجموع تمثل جميع الفصائل والتوجهات بينما المؤيدون عند رابعة العدوية يقتصرون على الأحزاب التى ترتكز على جماعات دعوية.
• وافق يوم الثلاثين يوم عمل، فما بالك بالأعداد التى من الممكن أن تخرج يوم الجمعة بعد أن اطمأنت وزالت مخاوفها من العنف وبعد أن ينضم من كان متخوفا من تصدر الفلول للمشهد وبعد أن ينضم فى الأيام القادمة الكثير من الذين متوقع أن ينضموا من معسكر رابعة العدوية تاركين السفينة لمرسى وجماعته.
• توجد ضرورة قصوى بأن تكون الدعوة الى انتخابات رئاسية مبكرة من قبل الرئيس نفسه وهو فى الحكم وليس عن طريق انقلاب عسكرى أو انهيار كامل للدولة، حيث إن الدعوة من قبل الرئيس نفسه وتقديمه الاستقالة إعلاءً للمصلحة العليا للبلاد وحقنا للدماء يعد طريقا ديمقراطيا ودستوريا. أما إذا انتظر الرئيس حتى تتساقط كل أركان الدولة يصبح عندئذ مضطرا أن يتنازل وهو صاغر وهو ما يفتح باب الاضطراب وعدم الاستقرار فى المستقبل.
●●●
أقترح للخروج من الأزمة:
١. إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مع إجراء انتخابات مجلس الشعب فى نفس التوقيت بعد ٣ أشهر من الآن على أن تكون مدة حكم الرئيس القادم عاما واحدا. ويظل الرئيس مرسى فى الحكم حتى إجراء الانتخابات مع إشراف قضائى كامل ورقابة من منظمات المجتمع المدنى والدولى مع تأمين من الجيش والشرطة، وفى ظل المشاركة المكثفة من الناخبين فلا خوف من التزوير.
توجد أهمية قصوى بأن تكون مدة الرئاسة المقبلة لمدة عام واحد لفترة انتقالية ويحظر عليه الترشح بعد ذلك كى يكون ضمانا لنزاهة الفترة الانتقالية ويقضى على فكرة «ماذا لو لم يعجبنا هنشيله برده كما فعلنا مع سلفه».
٢. عمل لجنة لتعديل الدستور يكون ممثلا فيها ٣ من التيار الإسلامى و٣ من التيار المدنى والسابع يكون من ترشيح مجلس القضاء الأعلى.
٣. يتعهد الرئيس المنتخب القادم تقديم هذه التعديلات الى مجلس الشعب المنتخب.
٤. تتعهد الأحزاب كلها بتنفيذ هذه التعديلات.
٥. تشكيل حكومة كفاءات برئاسة شخصية غير حزبية لها مطلق الصلاحيات.
٦. قصر دور مجلس الشورى على إصدار قانون الانتخابات ومناقشة القوانين التى تقدمها الحكومة الجديدة
●●●
إن استمرار تجاهل الرئيس وجماعته لمطلب الشعب للخروج من الأزمة الحالية واستمراره فى الاحتماء خلف تيار الجماعات الإسلامية يعرض الشعب لخطر شديد وحرب أهلية باتت على الأبواب.
يجب أن يعلم الجميع أن هذا الوطن يسعنا جميعا ولا مجال لإقصاء أى فصيل. وواهم من يظن أنه سيستيقظ يوما ليرى التيارات الإسلامية فى السجون وواهم من كان يظن أن مصر تخص فصيلا واحدا ولا مجال للاختلاف حتى وإن خالفوا كل تعاليم الديانات.
واهم من يظن أن هذا الصراع هو صراع علمانى إسلامى فقط. هذا صراع حول شكل الدولة والدين يمثل جزءا فقط من هذا الشكل وليس كله. إنه صراع تمكين الشعب من حقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ورفض أى استبداد باسم الدين أو القمع أو القانون.
فلنتعلم الدرس ونبنى مصر التى نحلم بها فأولادنا يستحقون مستقبلا أفضل.
رسالة أخيرة للرئيس: ارحل بشكل سريع وسلمى وديمقراطى قبل أن ترحل بشكل يعرض البلاد للفوضى واقتتال المصريين.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.
سياسى ومدرس بكلية طب قصر العينى