مصر ولبنان يد واحدة - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 4:12 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر ولبنان يد واحدة

نشر فى : السبت 3 أغسطس 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : السبت 3 أغسطس 2024 - 7:50 م

مسكين لبنان هذا البلد الصغير فى حجمه الكبير فى إشعاعه، فهو بلد الجمال والجبال الخلابة وبلد الحضارة القديمة والجديدة بل المتجددة، بلد الفكر المستنير والفن بلد فيروز وماجدة الرومى وغيرهما. بلد متوَأم مع بلادنا الحبيبة مصر، فالمشَتَرك كثيركما أن الهموم المشتركة عديدة، هذا البلد يقع فريسة لسياسات إقليمية ومحلية وعالمية تريد له السوء والحرب والدمار والخراب رغم شعبه المحب للحياة والمتحدى لكل الصعاب منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن هنا يأتى الاهتمام الكبير لمصر بتوأمه لبنان، فالاتصالات الهاتفية التى أجراها الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، مع عدة أطراف معنية، خاصة مع نجيب ميقاتى، رئيس الحكومة اللبنانية المسيرة للأعمال، وعبدالله بوحبيب، وزير خارجية لبنان، حيث أكد بوضوح تضامن مصر الكامل مع لبنان الشقيق، وتشديد على رفض مصر التام لأى تهديدات تستهدف زعزعة استقرار هذا البلد أو سلامة شعبه، فضلًا عن الإعراب عن القلق البالغ تجاه التصعيد بين حزب الله وإسرائيل وتأثيراته المحتملة على أمن واستقرار لبنان والمنطقة بأكملها.
وعلى الرغم من مواصلة هذه الجهود المضنية، فإن الاحتمالات والمؤشرات، خاصة من داخل دوائر صنع القرار فى إسرائيل، تؤكد أن القيادة الإسرائيلية، التى لا يهمها أحد ولا يردعها رادع حتى الامم المتحدة ولا تجيد سوى لغة الإجرام وانتهاك القانون الدولى الإنسانى، عازمة على مد رقعة اعتداءاتها، فى ظل حالة صمت دولى مريب يصل إلى حد التقاعس المتواطئ، خاصة أن نتنياهو يبدو عازمًا على استغلال هجوم «مجدل شمس» الأخير فى تحقيق أهدافه، بدليل ما أعلنه عن أن الرد على هذا الهجوم سيكون «قاسيًا»، وهو ما يشير على الأرجح إلى خططه لصراع طويل الأمد والأثر، وهو ما لا تتحمله المنطقة، وبالأخص فى ظل إعلان حزب الله أيضًا جاهزيته للرد على أى هجوم إسرائيلى فى عمق إسرائيل وتحذيره من حرب مفتوحة فى المنطقة ما يضع المنطقة كلها على حافة الحروب والدمار والقتل والتهجير إلى أخرى.
تتحرك الدبلوماسية المصرية هذه الأيام بكل قوة على مختلف الأصعدة، وتسابق الزمن، من أجل منع انزلاق منطقتنا إلى منحدر جديد خطير، فى ضوء التهديدات التى تستهدف زعزعة استقرار لبنان وسلامة شعبه، نظرًا لما تحمله هذه التهديدات من مخاطر على أمن واستقرار ومستقبل المنطقة بأكملها.
ويتساءل المرء أين فرنسا؟ وهى من الدول الكبرى والتى كانت تحب أن تظهر فى عقود طويلة بمظهر المدافع عن لبنان وكذلك الدول الأوروبية وناهيك عن الولايات المتحدة الأمريكية المشغولة فى صراعتها الانتخابية تاركة لبنان ومعها المنطقة كلها تحترق.
رغم ذلك كلنا أمل فى أن لبنان سيجتاز هذه المحن كما اجتاز ما قبلها لكن يجب ألا يترك وحيدًا فريسة لحرب لا يريدها.
وكما كان دور مصر، ولا يزال إيجابيًا فى الصراع الدائر فى غزة، وكما أعلنت مصر أكثر من مرة رفضها الاعتداء على أمن واستقرار وسيادة أى دولة عربية، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلى الأخير على اليمن، تأتى تحركات مصر المكثفة للتحذير من فتح جبهة صراع جديدة فى المنطقة بين إسرائيل ولبنان.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات