الشوان بين نذالة نظام وروعة شعب - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:15 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشوان بين نذالة نظام وروعة شعب

نشر فى : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:05 ص | آخر تحديث : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:05 ص

كان ذلك قبل ثورة 25 يناير بثلاثة أسابيع، المكان: منزل البطل جمعة الشوان فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع أحمد عرابى بالقرب من المهندسين، جلسنا فى دردشة مع الشوان بعد عملية بطولية نفذتها كتيبة من الإعلاميين المحترمين فى هذا الوطن لإنقاذ حياة البطل بعد أن تخلت عنه الدولة، ومارست معه أقصى درجات «النذالة»، وتركته نهبا لمرض عضال.

 

بدأت الحكاية من السويس حين تلقيت اتصالا من مراسل «الشروق» سيد نون يخبرنى فيه بأن الشوان يعانى المرض ويتألم من جحود «الريس زكريا» معه، والريس زكريا كما ظهر فى مسلسل «دموع فى عيون وقحة» هو اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية فى ذلك الوقت، والذى كان الضابط المسئول عن جمعة الشوان أثناء تنفيذ عمليته الشهيرة التى أبكت الموساد وهزمته شر هزيمة قبل نصر أكتوبر 1973.

 

وأتشرف بأنى حكوت مأساة الشوان فى عدة مقالات على صفحات «الشروق» فى الأيام الأخيرة من ديسمبر الماضى، فتلقفها عدد من الزملاء فى برامج التليفزيون وبدأت حملة شعبية لعلاج الشوان، حيث احتضنت مصر الحقيقية بطلها، وأذكر أن الزميل جابر القرموطى استضافه فى برنامج «مانشيت» وفى اليوم ذاته تناول الزميل أحمد المسلمانى الموضوع فى برنامجه «الطبعة الأولى» ثم حدث أن تكلم الشوان فى مداخلة تليفونية مع الزميلة دينا عبدالرحمن أثناء استضافتها لى فى برنامج الصباح الأشهر «صباح دريم» وبكى الشوان وبكت دينا وسالت دموع مصر كلها حزنا وامتعاضا وشعورا بالخجل مما يحدث لهذا البطل من تجاهل وجحود.

 

وفى ذلك الصباح الرائع اتصل الزميل الكبير محمود سعد على الهواء مباشرة بالزميلة دينا عبدالرحمن، معلنا التزامه بجميع تكاليف علاج الشوان، بشكل فورى، وبالفعل لم يأت مساء ذلك اليوم حتى كان سعد ينفذ ما التزم به، وانهالت المبادرات من شخصيات مصرية عديدة تحتضن الشوان، وليسمح لى الدكتور عصام شرف أن أذيع سرا وأقول إنه اتصل بى ذات صباح ليبلغنى بأنه يريد أن يخصص معاشا شهريا من ماله الخاص لبطل مصر طوال حياته.

 

واكتملت الصورة البديعة بمؤتمر شعبى نظمته دينا عبدالرحمن وإدارة قناة دريم لتكريم جمعة الشوان، تألق فيه المبدع سيد حجاب شعرا، فى حضور عدد من الرموز الوطنية المحترمة، وكانت المفاجأة هى غياب جمعة الشوان عن الاحتفالية، وحتى هذه اللحظة يبدو غياب أو تغييب الشوان غير مفهوم، لكنى أتذكر جيدا أن الدولة حضرت متأخرة كالعادة لالتقاط الصور التذكارية، وبعد أن نجح الشعب فى إنجاز المهمة وتكفل بعلاج جمعة الشوان.

وائل قنديل كاتب صحفي