فى عالم تعاظمت فيه وسائل الاتصالات تحولت الكرة الأرضية إلى قرية صغيرة ينتقل فيها الخبر بسرعة الضوء وتنتشر الشائعة بسرعة الصوت، وكان لوسائل التواصل الاجتماعى اليد العليا الآن فى تكوين الرأى العام سواء اجتمع على حقيقة أو انتهى إلى نتيجة روجت لها هيئة أو فئة مغرضة.
العالم بأسره الآن تحول إلى بيئة خصبة حبلى بالإشاعات والتقارير التى تتم صياغتها بصورة محكمة تبدو معها كأنها بالفعل صادرة عن أهل علم وموقع ثقة.. يقع عقل البشر الآن أسيرا لتلك التقارير والشائعات والمقولات والتصريحات التى تنفجر من آن لآخر على وسائل ومواقع التواصل الاجتماعى لتخلق سحابات من الشك وغيوما داكنة تثير الخوف والهلع فى النفوس بداية من تفاصيل نظرية المؤامرة التى طالت «بيل جيتس» وحتى تلك التصريحات المرعبة المنسوبة لعالم الفيروسات الفرنسى الأشهر الحائز على جائزة نوبل عام ٢٠٠٨ لوك مونتانيين.
وصف عالم الفيروسات الأشهر التطعيم الجماعى ضد عدوى كوفيدــ١٩ حال الوباء بأنه «خطأ تاريخى فادح يخلق المتغيرات ويؤدى إلى الوفيات من المرض. هو خطأ طبى وعلمى يعرفه الكثيرون لكنهم صامتون. هذا بالفعل ما نشرته مؤسسة RAIR الأمريكية فى مقابلة أجرتها معه.
صرح أيضا فى المقابلة أخرى أجراها مع «بييربارنيرياس» من HoldــUp Media أن «الأجسام المضادة التى ينتجها الفيروس هى التى تمكن العدوى من أن تصبح أقوى لتقتل الإنسان..
المعروف أن لوك مونتانيين هو من أوائل من أعلنوا أن فيروس Sarsــcov2 فى اعتقاده أنه تم تصنيعه فى المعمل. و«أن وجود عناصر من فيروس نقص المناعة البشرية وجراثيم الملاريا فى جينوم فيروس كورونا أمر مشكوك فيه للغاية ولا يمكن أن تنشأ خصائص الفيروس بشكل طبيعى».
سخر العلماء منه حينها «أبريل ٢٠٢٠» ووصفوه بأنه صاحب رؤية مؤامرة لا علاقة لها بالعلم لكنه عاد لنشر ورقة بحثية فى «يوليو ٢٠٢٠» تدعم رؤيته فى أن الفيروس تم تخليقه فى المعامل، الأمر الذى يعتبر الآن أقرب إلى الحقيقة فى مركز علمية متعددة...
أكتب اليوم وأنا فى صدمة حقيقية جعلتنى أتردد فى البداية فى الكتابة لأننى وللحظات تصورت أننى قد أكون شريكا فى نشر الرعب فى النفوس، فالكلام بالفعل فيه من العلم ما قد يصدم صاحب الخلفية العلمية، لكن فيه أيضا ما يحتاج إلى التدقيق وإعادة الدراسة وضرورة اللجوء للمراجعة العلمية!
راجعت مقاطع على اليوتيوب.. هو بنفسه حائز نوبل لوك مونتانيين الذى يتحدث بثقة وعن قناعة.. لكنها قناعة يجب الإفصاح عنها بعد أن يقطع اليقين فيها الشك.
من المعروف أن مونتييه بالفعل له رأى فى التطعيم الجماعى للوقاية من عدوى كوفيدــ١٩. يبدو أن هناك من استغله للتحريف فى ترجمة تصريحاته لتبدو مروعة بتلك الصورة التى تدعم فكرة رفض اللقاح بصورة قاطعة. وهذا ما علقت به مصادر هندية وخلصت اليه جهود وكالة رويترز فى تحرى حقيقة تلك التصريحات.
وتبين للمتابعين أن التدوينة المنسوبة للعالم الفرنسى بأن كل من سيتلقى اللقاح سوف يموت خلال عامين ملفقة ومكذوبة.
أعتقد أنها مسئولية منظمة الصحة العالمية الآن التى يجب أن تصدر بيانا يحدد مصير تلك الحرب المعلنة على الكرة الأرضية.. ردا علميا موثقا يسجله التاريخ يرد على الإنسان أمانه وثقته فى أن العلم كان دائما لحمايته.. وأنه ليس لإبادته بأية صورة من الصورة.. وللحديث ــ قطعا ــ بقية.. إن شاء الله.