أسكن على بعد عدة كيلومترات من مطار القاهرة الدولى وفجأة سمعت أصواتا كسرت السكون الذى اعتدنا عليه منذ عدة أشهر وهى أزيز الطائرات التى تستعد للإقلاع والهبوط بالمطار فكانت الإشارة أن المطار فتح لحركة الطيران وإن كان ليس بكامل طاقته... ولكن لا بأس فالحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها ولكن بحذر شديد وهكذا يجب أن يكون.
انطلقت أولى الرحلات الجوية المنتظمة بعد قرار عودة حركة الطيران واستقبال الوفود السياحية القادمة إلى مصر وسط إجراءات احترازية صارمة لطمأنة العاملين والمسافرين معا مع حزمة من التخفيضات لتنشيط الحركة الجوية والسياحية واستعدادات لاستئناف رحلات الطيران من وإلى المطارات المصرية، تضمنت الالتزام بتطبيق جميع المعايير والضوابط اللازمة لحماية المسافرين والعاملين لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد خاصة فى ظل مرحلة عودة العمل رويدا رويدا.
وكانت لفتة طبية أن إدارة المطارات استقبلت الركاب بالورود وقدمت فرق موسيقية أنغاما مبهجة تعبيرا عن سعادتهم باستئناف حركة الطيران وسط جو يسوده الأمل والتفاؤل يتخطى هذه الظروف الصعبة، لتستعيد مصر حضورها الدولى على خريطة السياحة والسفر.
كما سادت حالة من الفرحة بين جموع العاملين بمجال صناعة السياحة خاصة فى الأقصر وأسوان، بعد أن أنهت الفنادق والمناطق الأثرية بالمحافظتين، استعداداتها لبدء عودة الحركة السياحية وتجهيز المواقع الأثرية لإعادة الافتتاح من جديد بعد أكثر من مائة يوم غلق بسبب كورونا وفى الأقصر، استقبلت معابد الكرنك أول زيارة لسياح ومصريين بعد قرار فتح أبواب أربعة مواقع أثرية، حيث زار السائحون الكرنك وغيره للاستمتاع بالحضارة الفرعونية، وسط إجراءات احترازية ووقائية مشددة. وسادت حالة من الفرحة بين العاملين فى المناطق الأثرية، بعد فتح المعابد، وعودة الحياة إلى أغلب الأنشطة حيث تم الاستقرار على فتح هذه المواقع مع تخفيض رسوم السياح الأجانب بنسبة 50% من رسوم الدخول كعامل مشجع لاستقبالهم.
كما سيرت مصر للطيران رحلاتها الدولية المنتظمة من مطار القاهرة نحو 14 رحلة دولية، كما استقبل مطار الغردقة وشرم الشيخ الدوليان أولى الرحلات الجوية القادمة من مطار العاصمة الأوكرانية كييف.
إن مصر تؤكد عزمها المضى بقوة لتشجيع عودة حركة الطيران والسياحة من خلال اتباع أعلى معايير السلامة وتطبيق تدابير وقائية صارمة، وتقديم تيسيرات وتخفيضات مميزة لتواكب تخفيف قيود الإغلاق والتعايش مع فيروس كورونا الذى بدأ فى معظم دول العالم لتعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، حيث تفقد وزير الطيران جميع منشآت ومبانى مطار القاهرة الدولى لمتابعة سير العمل بالمطار والاطمئنان على تطبيق الإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية والفحوصات الطبية التى تتم على الركاب لضمان سلامة وصحة جميع المسافرين والعاملين بالقطاع بواسطة الشاشات الحرارية التى تفرز الركاب وتقيس عن بعد درجة حرارتهم، فضلا عن التأكد من انسيابية العمل وكفاءة التشغيل من جديد بالمطار بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أشهر. وأكثر ما يزعج الراكب هو التأخير أو التطويل فى الإجراءات وهذا ما يحاول المسئولون تجنبه.
تشهد مصر طفرة فى البنية الأساسية ليس فقط من طرق وكبارى ولكن مدن جديدة وفنادق ومراكز سياحية ولكن مصر تستعد أيضا للعرس الكبير وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير وذلك فى عام 2021 إن شاء الله وتجديد لمنطقة الأهرامات مما سيجعل من مصر منطقة جذب عالمية، فننتظر بشغف هذا الحدث الكبير كما ينتظره العالم أجمع وسنعوض ما قد فاتنا فى أزمة كورونا وذلك بسواعد شباب مصر ومهندسيها وعلمائها.