إنتاج الملل المشترك! - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
السبت 11 يناير 2025 4:52 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنتاج الملل المشترك!

نشر فى : الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:49 ص | آخر تحديث : الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:49 ص

 لم تعد الشعوب العربية فى مجملها تهتم أو تتابع ما ينشر أو يقال عن عملية السلام، ولا عن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، أو ما تقرره لجنة المتابعة العربية فى بحث ما آلت إليه المباحثات بين أبومازن ونتنياهو.. والضمانات الأمريكية وغير الأمريكية، بل يبدو أن هناك هوة فاصلة بين الشعوب وحكامها حول الموقف من القضية الفلسطينية ينعكس بقوة فيما يرسله عشرات القراء من تعليقات على الانترنت، تدل على الانهيار الكامل فى الثقة بمصير عملية السلام وفى نوايا إسرائيل تجاه التعايش مع العرب وتجاه التسوية السلمية.. وفيما يلى عينة ناطقة من بعض هذه التعليقات:

● لا يوجد أحد يريد أن يقبل حلا.. الفلسطينيون طرف ضعيف جدا يرفض، ولكنه لا يقدر على تغيير الواقع. وإسرائيل طرف قوى متعنت لا يجد سببا للتنازل عن أرض كسبها ويعتقد أنه يستحقها ولا يستحقها العرب المتخلفون.. لن يحصل العرب حتى ولا على نصف ما قدمه بيل كلينتون وباراك فى كامب ديفيد. وأشك أن الكنيست كان سيوافق على الاتفاق الذى رفضه ياسر عرفات. بل كان رفضه هو قرار بتصفيته.. فتم حصاره فى مقره وضرب طائرته وضرب أراضى السلطة الفلسطينية وأخيرا تسميمه على يد أحد زملائه.

● أنا شخص من عامة الناس.. أجلس على المقهى وأدخن الشيشة وألعب الطاولة وأستمع إلى الراديو وأتفرج على التليفزيون وأسمع رأى الناس. ولا يدخل فى ذمتى بمليم أحمر زيارات باريس وبرلين وأمريكا تحت مسمى لخلخة عملية السلام أو دحرجة عملية السلام أو بحث المستجدات.. كل تلك الاسطمبات والعناوين مللناها من 30 سنة، وتكررت فى كل اجتماع.. ارحمونا بقى. مش عايزين كلام عن السلام تانى. مجرد كلام. ارحمونا بقى.. كيلو الطماطم بـ8 جنيهات واللحمة بـ65، والمرتب 400 جنيه لأسرة مكونة من 4 أفراد منهم 100 جنيه فاتورة كهرباء ومياه. ارحمونا واشتغلوا شوية عشان الأسعار اللى كاوية الناس وبطلوا كلام عن عملية السلام!!

● ستستمر الحكاية هكذا حتى تنتهى فلسطين إلى وطن سموه «الوطن البديل» يجمع الضفة الغربية أو ما تبقى منها بالأراضى الأردنية. ويلحق غزة بمصر.. هذه هى اللحظة التى لن يتنازلوا عنها. وعلى أبومازن أن يعود إلى رشده فالفيلم قاتل فى ملله حتى صرنا نريد أن ننساه من كثرة مللنا من حصاره طوال سنين عجاف طالت حتى صار يقينا أنها المصير والنهاية. ولكن مع ذلك فليست هى النهاية. فالتغيير الذى تمور به مصر، والمستقبل الذى يتشكل برغم صعوبة تشكيله لابد سيؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية. ولن تحل تلك القضية إلا بحل الأزمة المصرية الداخلية أولا وعودة مصر إلى قوتها المهدرة. وإلى أن تعود مصر إلى مكانها الطبيعى فسوف نظل نعانى من أفلام الملل ذات الانتاج المشترك المصرى ــ الأمريكى ــ الفلسطينى ــ الإسرائيلى!

● لماذا إسرائيل ضد السلام؟ لأن الصهاينة لا يعرفون إلا لغة القوة.. وقوة العرب فى توحدهم، وتوحد العرب فى يد الساسة، والساسة فى يد أمريكا، وأمريكا فى يد الصهيونية، والصهيونية أبت إلا أن تبتلع كامل الأرض الفلسطينية.. ورحم الله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذى أعلنها صريحة بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. الحقيقة أن هذه المفاوضات مضيعة للوقت. وعلى العرب أن يبحثوا عن بدائل أخرى. على العرب أن يستجمعوا قوتهم ويحذروا. فويل للعرب من شر قد اقترب!

● قوة نيران الجيش الإسرائيلى تستطيع أن تمحو أى قوة عربية من الخليج إلى المحيط، بفضل التسليح الأمريكى ومخازن السلاح الأمريكية المفتوحة بلا حدود، والتأييد الأوروبى ــ الأمريكى لأى عمل تقوم به إسرائيل. فلماذا تتنازل إسرائيل ولمن؟ وأى سلام تريده وجيشها يفرض السلام بالقوة؟ وأى وزن للعرب وهم ضعفاء فقراء يتسولون طعامهم؟ حينما تكون ندية وتكافؤ فى القوة العسكرية ساعتها ستطلب إسرائيل السلام. إنما على الوضع الحالى فالقانون يقول: يظل الحالى على ما هو عليه. وعلى المتضرر أن يشرب من مياه البحر!!

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات