هناك ثلاث مراحل فنية منفصلة فى حياة الفنان على رضا حيث بدأ حياته مصمما لرقصات أجنبية، وراقصا أيضا فى أفلام عديدة، ومنها فيلم إسماعيل ياسين البوليس الحربى، الذى قامت ببطولته زوجته فريدة فهمى، أما المرحلة الثانية فكانت انتقاله إلى الإخراج السينمائى عقب تأسيس فرقة رضا، وذلك من خلال فيلم إجازة نصف السنة 1963، ويبدو أنه كرس وقته لإعطاء فرص البطولة لزوجته وأيضا لأخيه الوسيم الراقص محمود رضا، ونجحت التجارب القليلة فى هذا النوع من الأفلام الاستعراضية مثل، غرام فى الكرنك، وحرامى الورقة. فى السبعينيات تغيرت مسيرة على رضا بشكل ملحوظ، وبدا كأنه اتخذ من أسلوب حسن الإمام مدرسة ليسير عليها، وهى إخراج الأفلام الميلو ــ درامية التى تعتمد على التراجيديا الفاقعة، ويقوم بالبطولة فيها عدد كبير من كبار النجوم، مثلما حدث فى فيلم يارب توبة، وأيضا فيلم آه ياليل يازمن، وفى الثمنينيات قدم فيلم (قضية عم أحمد) وكان فى أغلب هذه الأفلام كان يستعين بكاتب السيناريو محمد عثمان الذى كان ينسب تأليف القصة الأصلية إلى نفسه، وفيلم يارب توبة عام 1973 فإننا أمام إعادة إخراج لفيلم قديم اقتبصه يوسف وهبى فى إحدى مسرحياته وتحول إلى فيلم سينمائى عام 1942 تحت عنوان أولاد الفقراء يوسف وهبى، أى أن هناك ثلاثين عاما بين الفيلمين، ورغم ذلك فإن السيناريو لم يتغير كثيرا بما يعنى أن الريف المصرى ظل ثابتا طوال تلك الأعوام تتكرر فيه قصص مأساوية خاصة بالنساء، فهناك الإقطاعى الطاغية الذى يفرض قوانينه الظالمة على ما يحكمه ويحدد للمستأجرين أن يدفعوا الإيجار قبل بيع المحصول، وعندما يعرف أن أخاه أحمد قد غرر بابنة أخيه حُسنية فإنه يفرض عليها أن تتزوج من أحد فقراء القرية الذى يتطلع إلى امتلاك عشرة أفدنة وامرأة من عائلة الإقطاعيين، لذا فإن هذا الفلاح يرتضى بعدم لمس زوجته طوال الأشهر الثلاث الأولى من الزواج ويخنع بكل قوة لسلطة المستبد هنا، إلا أنه فى لحظة ما يثور على الزوجة وينتشر الخبر فى القرية ويتصارع كل من العاشق القديم أحمد، وزوج الفتاة ويدخلان السجن، أما هى فتقرر الهروب من القرية ومعها ابنتها وتعمل فى العاصمة كفتاة ليل وتتعرض للعديد من المشاكل حتى تصير ابنتها فى سن الثانية عشرة وتصاب بحمى لا تنطفأ وتموت وعندما يخرج الرجلان من السجن يبحثان عن حُسنية لكنهما يصدما بوفاة الطفلة ابنة الخطيئة.
كما نرى فإن المأسى فى حياة المرأة تلاحقها منذ اللحظة الأولى التى نتعرف عليها، ابتدءا من الإقطاعى ثم أخيه الذى غرر بها وانسحب بكل بساطة ثم الزوج الذى يطمع فى إرضاء الباشا عنه، وكما نرى فإن النساء من هذا الطراز لا يجدن سوى البغاء بديلا للعيش، بعد أن تخلى الجميع عنها وعن ابنتها، هذا النوع من الأفلام كان يميل إليها يوسف وهبى فى السينما والمسرح، وفى السبعينيات فإن على رضا صاحب الأفلام الاستعراضية الراقية أدخل أبطاله فى دائرة ضيقة متكررة، وبدا كأنه يود عودة المجد للسينما القديمة مثلما فعل فيما بعد فى فيلم آخر بعنوان «أسياد وعبيد» والجدير بالذكر أن سهير المرشدى أعطت وجها متكررا للمرأة المصرية المظلومة فى هذا الفيلم وهو دور يختلف عن أعمالها الأخرى مثل «حكاية بنت اسمها مرمر»، و«وعادت الحياة».