تفاءلوا - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:39 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تفاءلوا

نشر فى : الإثنين 5 يناير 2015 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 يناير 2015 - 8:00 ص

إن كنت ممن يتحلقون حول خزعبلات عودة مرسى، و«الانقلاب يترنح». فالحديث عن التفاؤل لا يعنيك، وإن كنت «مش إخوان بس متعاطف معاهم»، فأنت فى الجوار ذاته، وإن تنكرت خلف أقنعة ليبرالية، وشعارات مخادعة عن حقوق الإنسان، والعدالة الانتقالية، والمصالحة.

تجرى الأمور الآن على النحو التالى: قلة محدودة جدا من الإخوان وتابعيهم، مازالوا فى انتظار عودة مرسى ومرشده وإرشاده. وهؤلاء إما نورانيون جدا، ومكشوف عنهم الحجاب، أو مرضى يحتاجون إلى علاج نفسى مكثف.

أغلبية من بينهم، على يقين من أن هذه العودة مستحيلة، وأن المصريين كرهوا الإخوان فعلا،ولن يسمحوا لهم بالعودة تحت أى ظرف.

لكن هؤلاء، بدلا من الاعتراف بالخيبة والفشل، وإعادة بناء تنظيماتهم على أسس جديدة تعترف بخطايا وأخطاء من سبقوهم، وتستجيب لمعطيات جديدة أفرزتها ثورة الشعب العظمى فى 30 يونيو، قرروا أن يهيلوا التراب فى وجه الجميع، فإذا كان مرسى فاشلا، فلانجاح بعده.

وهكذا، قرر هؤلاء، وهم خليط من الإسلامجية على اختلاف أطيافهم، وشراذم من هتيفة «يسقط يسقط»، وجماعات وأفراد تكشفت مآربها وسقطت أقنعتها حين لاحت لحظة الحسم والاختيار، قرروا أن يشيعوا أكبر قدر من الإحباط بين الناس، وأن يشككوا فى كل خطوة أو إنجاز، منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها السيسى الحكم، وأن ينشروا مساحات من الطاقة السلبية قدر استطاعتهم، عبرسموم يبثها كتابهم فى الصحف، وأكاذيب يصدحون بها على وسائل التواصل الاجتماعى، مع أنهم يدركون البون الشاسع بين ماكان عليه حال البلد طوال سنة سوداء من حكم مرسيهم ومرشده وإرشاده، وما تحقق محليا وإقليميا ودوليا، خلال ستة أشهر فقط من حكم السيسى.

عندى أسباب كثيرة للتفاؤل، مرجعها أولا ثقتى الكبيرة فى وطنية الرئيس السيسى وحكمته وصبره وإيمانه بالله، وأنه فى كل مسعاه، أصاب أو أخطأ، يحركه يقين مطلق بقدرة المصريين على تحدى الصعاب، لذا يصارحهم دوما بالحقائق، ويؤكد مرة بعد أخرى ثقته فى قدرتهم على عبور المحن مهما كانت أليمة، فلم يقل مرة واحدة أنه وحده يستطيع، إنما «معا نستطيع»، والذين استهجنوا ما قاله فى تصريحات أخيرة لرؤساء تحرير الصحف القومية من أن «مشكلات مصر أكبر من أى رئيس لكنها ليست أكبر من الشعب المصرى»، يدركون تماما مايقصده، لكنها النطاعة والتذاكى السمج.

ثقتى مطلقة أيضا فى أن الرئيس لديه من وضوح الرؤية مايحصنه من الخضوع لابتزاز جماعات المصالح من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وقد أعلن بوضوح أنه لن يسمح بفساد ينهب ثروات البلد ويبددها، كما أكد فى لقاءاته برجال الأعمال، ثقته فى قدرة رأس المال الوطنى على انتشال المصريين من الفقر والعوز والنهوض بالمرافق العامة.

وأتصور أن زيارته للصين بالذات، تعكس رؤيته لنموذج التنمية الذى اختاره، والذى حتما سيوجه المشروعات التى تطرحها الحكومة فى مؤتمر مارس الاقتصادى، وهونموذج «التنمية التى تقودها الصادرات والرأسمالية التى توجهها الدولة»، والذى أثبت نجاحه فى الصين واليابان وروسيا والنمور الآسيوية والبرازيل وشيلى، وبإذن الله نلحق بهم.

«أنا مطمئن للسيسى»، العبارة لأديبنا الكبير بهاء طاهر فى حواره مع زميلى الأديب الموهوب ضياء مصطفى بعدد «الشروق» أمس..

وأنا مثلك يا أستاذ بهاء «مطمئن للسيسى».. بإذن الله، غدا أجمل.. تفاءلوا.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات