•• الكرة الإنجليزية كانت تعانى من مشكلة، فأصبحت عقدة تسمى: المستوى الدولى. فأقوى وأغلى دورى فى العالم ( حقوق بث البريمير ليج من 2016 إلى 2019 بيعت بمبلغ 7,2 مليار دولار ) لايفرز منتخبا قويا. وفى إنجلترا صراع مكتوم بين الأندية وبين المنتخب. بين المال وبين الكبرياء الوطنى.. فالأندية ملكيات خاصة تبحث عن الفوز بالبطولات وبالتالى الربح. والمنتخب يبحث عن أى لقب دولى باعتبار أنه يرضى الكبرياء الوطنى.. لأن كرة القدم كانت ومازالت هى البديل المشروع للحرب.. فالدول تحارب بجيوش من المنتخبات. وانتصاراتها تستحق الاحتفال. وكل شعوب العالم لاتخرج بالملايين إلى الشوارع والميادين إلا فى حالتين.. الأولى تأييد أو تغيير واقع سياسى. والثانية فوز فريق أو منتخب بكأس العالم أو كأس أوروبا.. فلافرق هنا بين شعب دولة متقدمة أو دولة نامية أو دولة نايمة.. ؟!
•• احتار الإنجليز ومازالوا يعيشون هذه الحيرة. فقد فتحوا الباب أمام اللاعبين الأجانب فأصبح الدورى ممتعا، وتغيرت طبيعة وأساليب الكرة الإنجليزية، فلم تعد « إضرب الكرة وأجرى.. وأطلق كرات طويلة ».. وبدأ المنتخب يلعب الكرة الأرضية. ويستخدم التمرير. لكنه لم يفز ببطولة كبيرة منذ عام 1966.. فما السبب؟
•• وضع اتحاد الكرة الإنجليزى خطة للفوز بكأس العالم 2022.. وأعلنوا ذلك فعلا، ويرى خبراء اللعبة هناك أن اللاعبين الأجانب هم المشكلة، لأنهم يحجبون مهارات اللاعبين المحليين.. فبعض فرق الدورى يمثلها مجموعة من الأجانب. وكان الأرسنال يوما ما كله فرنسيا.. وفى الدورى هناك أكثر من مائة جنسية، ويرى هؤلاء الخبراء أن الحل هو تقليل عدد اللاعبين الأجانب فى البريمير ليج بنسبة 30% خلال الموسم القادم. وزيادة عدد اللاعبين المحليين فى القائمة إلى 12 لاعبا على الأقل بدلا من ثمانية لاعبين.. ويرى هؤلاء الخبراء أن الكرة الإنجليزية عامرة بالمواهب، مثل واين رونى، وسترلينج، ووالكوت، وغيرهم.. وهنا تكمن مشكلة أولى.. وهى تطوير وتجديد أساليب لعب الفرق الإنجليزية والمنتخب تحديدا، فاللياقة البدنية والقوة، والسرعات، وحدها لاتكفى. تغيير فلسفة اللعبة وطرق اللعب والهجوم والدفاع مازال تقليديا عند الإنجليز.. لكن الأخطر هو المشكلة الثانية: تعريف الموهبة.. فهل واين رونى موهوبا مثل ميسى أو رونالدو أو حتى دافيد فيا أو إنييستا؟ وهل كان دافيد بيكهام موهوبا مثل نيمار ورونالدينيو أو حتى روبين وفيليب لام؟
•• تعريف الموهبة أولوية يجب أن يبحث عنها الإنجليز. فاللاعب الموهوب تتعدد مهاراته، فيمتلك السرعة، والسيطرة على الكرة، والتحرك الجيد، والقدرة على اللعب فى المساحات الضيقة، واللعب بمشط القدم، والتسديد دون حاجة إلى مساحة حركة للساق. والتصرف فى الكرة فى اللحظة قبل الأخيرة أو الأخيرة فى مواجهة الخصم.. فهل يملك رونى مثلا كل تلك المهارات ؟!
•• الرفاق فى إنجلترا حائرون يتساءلون منتخبنا متى يكون ؟!
•• عندما يمتلك الإنجليز فريقا يضم سبعة أو ثمانية لاعبين يملكون تلك الموهبة الشاملة فى كل الخطوط سيفوزون بكأس العالم..لكن بفريق مكون من 11 لاعبا وكل لاعب يمتلك موهبة واحدة، القوة ،أو اللياقة، أو السرعة، ومهارة واحدة لاتكفى.. لن يفوز الإنجليز بكأس العالم أبدا ولو انتظروا حتى " مشمش 2022 " ؟!