مصر.. ماذا بعد؟ - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:42 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر.. ماذا بعد؟

نشر فى : الخميس 5 يونيو 2014 - 8:05 ص | آخر تحديث : الخميس 5 يونيو 2014 - 8:05 ص

نشرت جريدة الاندبندنت البريطانية مقالا للكاتب البريطانى روبرت فيسك تحت العناوين التالية: «مصر.. ماذا بعد؟ مع رئيس جديد موال لأمريكا»، «ربما فاز عبد الفتاح السيسى بأغلبية ساحقة.. لكن شهر العسل لن يدوم ما لم يتحسن الاقتصاد».

استهل فيسك مقاله بالحديث عن الصحفى بجريدة الشروق وائل جمال قائلا: يعتبر وائل جمال من أولئك الذين يجعلونك تؤمن أن الصحافة لها مستقبل. فهو باحث، يتمتع بروح الدعابة - مع مسحة من السخرية التى هى عنصر أساسى فى مصر ما بعد الثورة - وهو يفكر بسرعة، وينظر إلى المستقبل ولديه قدرة على الإقناع. ويرى أن انتخاب عبد الفتاح السيسى، فى الاسبوع الماضى، رئيسا للجمهورية «خطوة إلى الوراء بالنسبة للثورة، ولكنها ليست نهاية المطاف».

ونحن لا نتحدث عن فوز المشير السابق بنسبة 93 فى المائة من الأصوات، على الرغم من أن جمال، الذى عمل حتى وقت قريب مدير تحرير صحيفة الشروق المستقلة والليبرالية، لا يستطيع تجنب الحديث عن الذين تركوا لجان الاقتراع فارغة على نحو مخيف. وينقل عن جمال قوله «استغرق الأمر منى دقيقة فقط للتصويت - لصباحى منافس السيسى وكنت أعتقد أن هذه اللحظة ستكون أكثر الأوقات ازدحاما؛ فقد كان يوم عطلة، وكانت درجة حرارة الجو بسبيلها للارتفاع فى وقت لاحق، ولكن لم يكن هناك سوى شخص آخر فى لجنة الانتخاب بمدينة نصر، «كان الجميع يعلم أن حمدين صباحى سوف يهزم فى الانتخابات – لم يحصل سوى على ثلاثة فى المائة فحسب من الأصوات لكن جمال يرى انه رجل شجاع، دفع ثمن مواقفه على أيدى أمن الدولة.

ويتحدث فيسك عن صحيفة الشروق وما تعانيه، ويقول إن صحفيين آخرين يعزون هذا إلى عدم سداد المعلنين فواتيرهم. ويقول «فى الواقع انهار توزيع جميع الصحف المصرية منذ أطاح السيسى بالرئيس المنتخب سابقا، محمد مرسى، عام 2013».

وينقل عن وائل جمال قوله «يتراجع الاهتمام بشراء الصحف، لأن الوضع السياسى لم يعد مبهجا مثلما كان بعد ثورة 2011» ويشير بكفيه بما يعنى «ماذا باستطاعتنا أن نفعل؟» وهو الإحساس الذى يعرفه جميع الصحفيين.

•••

أما بالنسبة للمستقبل القريب فى ظل السيسى، فينقل فيسك عن وائل جمال قوله «صحيح، أن السيسى يتمتع الآن بتأييد، ولكنه تأييد مشروط. وتتفاوت التوقعات فيما بين الناس. وسوف يسبب أى شيء يقوله إزعاجا لجزء من التحالف الذى انتخبه. فإذا تحدث السيسى عن تنشيط دور الدولة فى الاقتصاد سوف يغضب ذلك رجال الأعمال الذين يؤيدونه، والعكس صحيح».

ويستطرد وائل جمال قائلا إن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، لا يشبه السيسى «حيث يختلف الموقف الدولى كلية، عما كان عليه قبل 60 عاما. وفى غضون خمس سنوات، كان عبد الناصر قد كسب تأييد الفلاحين الفقراء بقوانين الإصلاح الزراعى»، ويضيف: «تشتمل خطة الموازنة على البرنامج الاقتصادى للسيسى، الذى يدعو إلى خفض 22 فى المائة من دعم الطاقة خلال سنة واحدة. وهو ما يقلص الاستثمارات العامة.... وهذا هو التقشف الذى تريده الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولى. ولكنه يتناقض مع التأييد الشعبى». أما بالنسبة لعلاقات السيسى مع الولايات المتحدة – ومع ما تعانيه واشنطن من كوارثها العسكرية ومواقفها المترددة – فيعتقد جمال أن وزير الدفاع السابق، الذى عكست سيرته الذاتية، خلال فترة دراسته فى الكلية الحربية التابعة للجيش الأمريكى، توجها محافظا إلى حد ما بشأن المجتمع والإسلام، يلقى دعما قويا من البنتاجون.

ويستطرد فيسك ناقلا عن وائل جمال فيقول: «يعلم الجميع منذ البداية أن الأمور كانت واضحة مع الولايات المتحدة: سياسته تجاه الحدود مع غزة، وسياسته تجاه إسرائيل وبرنامجه الاقتصادى».

غير أن موقف السيسى المعادى للإخوان بوضوح، سوف يتغير قليلا، وينقل فيسك عن جمال قوله «سيكون هناك نوع من الاتفاق مع مرسي»، ويضيف: «كان هناك نوع من المحادثات قبيل أن يعلن السيسى ترشحه. وكانت مظاهرات الإخوان تزداد هدوءا. ثم تعرض شيء للفشل. وتوقفت المحادثات. وكان هناك بيان للإخوان يوضح أنهم على استعداد لدخول الانتخابات البرلمانية. وبعدها رفضت صفوف الجماعة ذلك. وكان معنى ذلك أنهم سيكونون أكثر عنفا. وتوجد دلائل على ذلك فى بعض الانفجارات الصغيرة التى وقعت فى القاهرة؛ ربما قام بذلك أشخاص كانوا غاضبين جدا بشأن القتل الجماعى (فى رابعة) عام 2013».

•••

ويرى وائل جمال أن المصريين، سوف يمنحون السيسى «مهلة» فترة ما بعد الانتخابات، تماما كما أتاحوا فرصة لمرسى عام 2012: «يعتقدون أن الأمور سوف تتحسن فى وقت قريب جدا - ولكن إذا فشل السيسى فى تحقيق ذلك، فسوف يخرجون إلى الشوارع. وهذا ما حدث مع مرسى. ففى خلال الشهور العشرة الأولى من توليه الرئاسة، شهدت الشوارع إضرابات واحتجاجات بلغ عددها سبعة آلاف. وقال مرسى إن هذا كان تحديا لدوره كرئيس».

يستطرد فيسك قائلا «وقبل الانتخابات، بدأ حتى حسنى مبارك الإدلاء بتصريحات موالية للسيسى من سريره فى المستشفى حتى كما يتردد فى القاهرة - أمر الجيش الديكتاتور السابق بأن يصمت».

ويعود الى جمال فينقل قوله: «يريد السيسى دورا مستقرا للدولة - ولكن المشكلة هى انه يعتمد على بعض شبكات المصالح التابعة لنظام مبارك»، ويضيف: «لقد استثمروا فيه بالفعل. وعليه الآن أن يسدد الثمن. حيث يريدون مقابل استثمارهم، فلا يستطيع فرض ضرائب على سوق الأسهم. ولكن إذا كان يريد أن ينفق على التعليم، فعليه فرض ضرائب اضافية».

وقد حصل وائل جمال على إجازة من الشروق؛ بينما يعد كتابا عن الثورة المصرية والاقتصاد السياسى. ومن حسن حظه أن دور النشر الصغيرة من بين عدد قليل من الشركات التى ازدهرت فى القاهرة عقب إطاحة مبارك.

ويختتم المقال بقول وائل جمال «اعتقد أن الثورة خلقت وعيا بين الكتاب والروائيين الشباب» ويتابع «الناس يكتبون فى الشعر والسياسة».

التعليقات