دونالد ترامب.. والعنف السياسى فى أمريكا - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دونالد ترامب.. والعنف السياسى فى أمريكا

نشر فى : الخميس 19 سبتمبر 2024 - 6:55 م | آخر تحديث : الخميس 19 سبتمبر 2024 - 6:55 م


فى عام 1970، نشر المؤرخان ريتشارد هوفستاتر ومايكل والاس كتابهما «العنف الأمريكى.. تاريخ وثائقى»، وهو عبارة عن كتالوج شامل لروايات شهود عيان وتقارير عن أعمال شغب وتمردات واغتيالات فى أمريكا، تغطى فترة لأكثر من ثلاثمائة عام. يتناول الكتاب مائة وسبع حلقات من العنف السياسى الوطنى. يتضمن مثلا الجزء السادس مبارزة هاملتون/بور بالمسدسات، وقعت عام 1804، وتغطى «عنف الخلافات السياسية/الشخصية»، وانتهت بمقتل هاملتون.
أما الجزء الرابع فيتضمن مذبحة لوس أنجلوس المناهضة للصينيين عام 1871، والتى قُتل فيها ثمانية عشر رجلاً صينيا، تحت عنوان «العنف الدينى والعرقى». يتناول الجزء السابع جريمة قتل مالكولم إكس عام 1965، واغتيال روبرت ف. كينيدى عام 1968، تحت عنوان «الاغتيالات والإرهاب والقتل السياسى».
• • •
فى تأمل مطول للكتاب، يلاحظ المؤرخ هوفستاتر أن العنف كان متكررا، وواسع النطاق، وشائعا تقريبا فى التاريخ الأمريكى، ومع ذلك فإنه يلاحظ نوعا من فقدان الذاكرة الجماعى تجاه مثل هذه الأحداث بين الشعب الأمريكى. جزء من المشكلة هو التنوع الهائل فى العنف، الأمر الذى يجعل التفسيرات المتماسكة صعبة. ويكتب: بالنسبة للمؤرخين فإن العنف موضوع صعب، ومشتت ويصعب التعامل معه. فهو يرتكبه أفراد معزولون، ومجموعات صغيرة، وحشود كبيرة؛ ويكون موجها ضد الأفراد والحشود على حد سواء؛ كما يمارس لأغراض متنوعة وفى بعض الأحيان من أجل غرض غير عقلانى واضح على الإطلاق.
• • •
إذن ما الذى يجب فعله إزاء الأحداث التى وقعت بالقرب من ويست بالم بيتش يوم الأحد الماضى (محاولة اغتيال ترامب للمرة الثانية فى غضون شهرين؟).
الواضح أن مسلسل التهديد بالعنف - الموجه ضد مسئولين منتخبين، أو أفراد مواطنين - مستمر تقريبا، لكن يبدو أن الميل نحو تخطى وتجاوز هذه الأحداث أكثر وضوحا من أى وقت مضى، وهو نابع من مزيج من اللامبالاة والعجز والإرهاق. كان المؤرخ هوفستاتر يكتب فى أعقاب الاضطرابات العنيفة فى أواخر ستينيات القرن العشرين، والتى أطلقت شرارة التأمل الذاتى حول طبيعة وأسباب العنف الأمريكى: «اليوم نحن لا ندرك عنفنا فحسب؛ بل ونخاف منه أيضا». بعد عقود من الزمن، نظرا لمدى اعتياد الأمة الأمريكية على انتشار الأسلحة النارية، وإطلاق النار الجماعى، والتطرف السياسى. هل لا تزال تشعر بالخوف؟ يبدو أن الأمر يتطلب إعادة النظر فى ملاحظة هوفستاتر.

مايكل لو

The New york Times
ترجمة: ياسمين عبداللطيف
النص الأصلى:
https://bitly.cx/MAkE

التعليقات