الحب فى ألفاظ «العربية» - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 1 أبريل 2025 3:50 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الحب فى ألفاظ «العربية»

نشر فى : الأحد 30 مارس 2025 - 5:05 م | آخر تحديث : الأحد 30 مارس 2025 - 5:05 م

نشرت جريدة القبس الكويتية مقالا للكاتب سعود محمد العصفور، تناول فيه تنوع معانى الحب فى اللغة العربية، وكيف تعكس هذه المعانى المختلفة درجات الحب ومراحله وتأثيره على النفس والعقل. ويوضح الكاتب كيف أن الحب يبدأ كميل للنفس مقترن بالعقل، لكنه قد يتجاوز المعقول ليصبح عشقًا جامحًا. كما تطرق كاتب المقال إلى السمات المختلفة للحب، مثل الرغبة، الخضوع، المدح، والتعلق، مع عرض مراتبه المتعددة بدءًا من الهوى وحتى الهيام... نعرض من المقال ما يلى:
الحب فى العربية له معانيه، منها ميل النفس مع العقل، فإن تجاوز العقل أصبح عشقا، فالنفس تميل لتحاكى العقل فى تصوراته وأحاسيسه، وربما تجاوزت التصورات، وهذه الأحاسيس عقلانية العقل، وخرجت عن مساقاته، فيصبح ذلك الحب عشقا خارجا عن نطاق المعقول، لا يوثقه الوثاق، ولا يحده الإطار، ومن أحب إنسانا صار له محبوبا وحبيبا، ووصفه بما يستجلب الودَّ والوصال، فصار له حبا متفردا عن غيره، لا ينافسه الغير البتة على محبته.
والحب قد يأتى بمعنى الرغبة فى المحبوب وتملكه، وقد تعبّر الأنانية عنه أحيانا، لكنها تدل عليه وتحوطه فى جمالها رغم كونها ظاهرة غير محببة فى تصور العاقلين، لكن الأنانية فى المحبة فيها دلالة لما وصل إليه المحب من تعلق أخرجه من المعقول إلى ما لا يتصوره عاقل. ومن معانى الحب الخضوع والاستسلام، فمن أحب شخصا خضع واستسلم له، وعظّم فعله، وفى الانقياد التام محبة خالصة يترك فيها المحب الاختيار، ويصبح تابعا لمن أحب.
ومن أحب شخصا مدحه بأجمل العبارات، ووصفه بأجمل الصفات، فهو فى المديح غايته ومطلبه، وفى الصفات أكملها مشابهة ووصفا. وإذا أحب المرء شخصا صار حَبَّة القَلْبِ ومُهْجَته، وسُوَيْداءه، ولامس شغائف قلبه وكَمَنَ فيه لا يغادره البتة، ولا ينظر إلى سواه. والحب العُذْرِى ما كان فيه التَّعَلُّقُ الطَّاهِرُ والعفاف بمن أحب عِشْقا وَوَلَها، فالطهر هنا التجرّد عن الرذائل والتخلق بالعفاف، ألزمه ذلك العشق، وساقه إليه الاشتياق والوله.
ومراتب الحب كثيرة، منها: الهوى وهو الميل والحنان، والصبوة وهى شدة الاشتياق، والعلاقة التى تعلق المحب بمن يحب، والكلف وهو الولع مع عدم القدرة على التصبر، والوصب يعبّر عن الألم والوجع الذى يُصيب المحبوب، والعشق وهو فرط الحب وتجاوز المحب عن أقوال وأفعال محبوبه، والنجوة وهى شدة الحب مع حزن تصاحبه معاناة، والشغف أن يبلغ الحب شغاف القلب، أى هى غلافه وحجابه وسويداؤه فى لذة يجدها المحب، والجوى شدة الوجد من عشق وحزن وحرقة، والتيم وهو استعباد الحب لصاحبه المتيم، والتَّبْلُ وهو أن يسقم المحب من حبه فيصبح متيما، والتّدْلِيهُ وهو ذهاب العقل من الحب ومنه رجل مُدَلَّهٌ، والاستكانة شدة الحب الذى يُسبب الشعور بالذل والخضوع، والغرام هو التولع والابتلاء بالمحبة، والهيام أن يتملك المحب الحب فيهيم على وجهه.
يبقى الحب فى العربية جميلا فى ألفاظه ومعانيه، ودلالة أكيدة على غناها وتفردها بين اللغات، لا سيما السامية منها.

 

 

التعليقات