أدوية على الرف - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 6:55 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أدوية على الرف

نشر فى : الإثنين 5 سبتمبر 2011 - 9:57 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 سبتمبر 2011 - 9:57 ص

 نشرت جريدة وول ستريت wall street journal الجريدة الأمريكية الأشهر ذات الملمح الاقتصادى تقريرا مهما فى أوائل شهر أغسطس الماضى يفيد بأن شركة الأدوية العملاقة فايزر تمارس ضغوطا لتتمكن من أن تبيع دواء (الليبتور) lipitor الذى يستخدم لخفض مستويات الكوليسترول فى الدوم بدون وصفة طبية يحررها طبيب. فى سياق آخر طالبت الشركة وكالة الغذاء والدواء (FDA) بأن تصرح لها بإنتاج نسخة جديدة من دواء الليبتور يمكن للإنسان العادى أن يشتريها حسب التعبير الدارج من على الرف.

حققت فايزر أرباحا خيالية من إنتاج ذلك العقار الذى يفترض أنه علاج وقائى يقلل من مخاطر أمراض الشرايين خاصة التى يسبب انسدادها جلطة القلب أو السكتة الدماغية. الآن تسعى لمضاعفة تلك الأرباح مرات عديدة إذ إن بيع الدواء بتلك الوسيلة سيجعله فى متناول الجميع بلا حدود وفى أى وقت.

خسرت فايزر جولتها الأولى ولكن يبدو أنها خسارة قابلة للمناقشة فقد رفض أصحاب الشأن فى وكالة الدواء والغذاء التصريح ببيع الدواء دون تذكرة طبية وكان سندهم أن الإنسان العادى لا يمكن الحكم الصحيح إذا ما كان هذا الدواء صالحا له أم لا خاصة أن له بعض الأخطار الجانبية كتأثيره على وظائف الكبد وتحريم استعماله للسيدات الحوامل أو المرضعات وما يحدثه من وهن وألم فى العضلات الأمر الذى يستوجب متابعة المريض بصفة دورية. لكن وكالة الغذاء والدواء تركت الباب مواربا للشركةالعلملاقة إذ أضاف صاحب القرار فقرة مفتوحة فى نهايته تطلب من الشركة أن ثبت أن هناك معايير يمكن أن يعتمد عليها الإنسان العادى فى اتخاذه القرار باستعمال الدواء دون الرجوع لطبيب حتى يمكن إعادة النظر فى الطلب!!

استعدت هذا التقرير الذى حدث أن احتفظت به لأهميته وأنا أطالع هذا الأسبوع من نفس الشهر الذى نشر فيه ــ أغسطس الماضى أحد تقارير هارفارد العلمية الذى يشير إلى أن العلم حاليا يبحث عن الحد الآمن للكوليسترول الردىء الذى يعرف بأنه السبب وراء انسداد شرايين القلب والمخ وأن الحد المقترح هو تقريبا نصف الحد الذى صوره العلم عام 1986 بـ130 ملجرام/ديسى لتر من الدم!! الأمر الذى سيضاعف بلا شك عدد من يحتاجون الليبتور وما يماثله من المجموعة التى يطلق عليها «ستاتنز» Statins من الأدوية.

من المقرر أن هناك الآن لجنة تبحث فى إعادة النظر فى رقم معدل الكوليسترول الردىء وهل من الأفضل خفضه إلى حد أكثر أمانا!

نتيجة البحث يتوقع أن تعلن فى 1912 لا أظن بعدها سيتوجه مريض لطبيبه راجيا «أعطنى هذا الدواء.. أرجوك» على طريقة الراحل الفنان إحسان عبدالقدوس إنما ستمتد ملايين الأيدى بتلقائية لتسحب هذا الدواء من مكانه على الرف!

التعليقات