** غير صحيح أن الأهلى حقق فوزا على الترجى بطعم التعادل بسبب الهدف الذى دخل مرماه كما يقول «قراء كتاب فتافيت» الشهير لوصفات الطبيخ، باعتبار أن هؤلاء أحسن من يستخدم تعبير فوز بطعم الخسارة وفوز بطعم «البصارة»، أو تعادل بطعم الكاتشب. فالفوز فوز والتعادل تعادل والخسارة تظل هزيمة. وفى المقابل غير صحيح أيضا أن نتيجة مباراة ستاد برج العرب جعلت أمل الترجى مثل ضوء شمعة فى ظلام دامس وغير صحيح مرة ثالثة أن حظ الأهلى عال فى ستاد رادس، أو أن هذا الحظ لو كان موجودا فهو كافيا.. فهى مباراة فى كرة القدم، هى مباراة فى تلك اللعبة الديناميكية، الساحرة، المثيرة، التى تجرى مبارياتها بدون سيناريو مكتوب ومعروف له بداية ونهاية فى خيال الكاتب. لأن فى كثير من المباريات نشهد دراما تفوق خيال وإبداع يوسف إدريس أو براعة مخرج الرعب هيتشكوك!
** النتيجة كبيرة وفارق الهدفين كبير.. والأهلى والترجى فريقان كبيران وكلاهما يحترم الآخر.. وكل ما نرجوه أن يجرى اللقاء فى روح رياضية، وأن يسقط من حسابات الجميع هنا فى مصر وهناك فى تونس، كتابات وتغريدات طيور الظلام، والغربان التى تظن أن صوت صراخها هو صوت غناء عصافير.. فللأسف حملت بعض الكتابات لمشاهير تهديدات ووعيدا، وحمل وجه محلل كبير آثار العصبية والغضب فلم يحلل شيئا وأخذ «يولول »، وبدا مشجعا يجلس فى المدرج ونسى أنه يواجه بوجهه كاميرات تنقل صورته للملايين..!
** إذا كان الحكم مهدى عبيد ظلم الترجى، ورفض الإنصات للفار كما تقول روايات وتسريبات، فإن الأهلى تعرض للظلم فى مباريات أمام الترجى ففى الأمس كان إينرامو رأس الحربة الشهير الذى جعل كرة القدم كرة اليد، وهناك المزيد من الوقائع موجودة ومسجلة ومشهودة فى زمن اليوتيوب.. ونشر أنصار الأهلى شريطا يضم 13 قرارا اتخذه حكام بالخطأ وظلم فيها الأهلى فى مباريات أمام الترجى.. لكن البطولات والمباريات لا تحتسب بقدر الأخطاء مهما كثرت، والهزائم لا تزيد بسبب الأخطاء مهما كثرت.. فلم يحقق الأهلى بطولاته الثمانى على مستوى دورى أبطال إفريقيا بالأخطاء التى أصابت الآخرين، ولم يخسر الترجى مباريات ونهائيات بسبب أخطاء التحكيم وحدها فكلاهما فريق كبير له تاريخ وحاضر.. فالفرق القوية والكبيرة تفوز وتخسر وتنتصر وتنكسر وتكتب تاريخها وحاضرها بما تحققه من أداء وما تقدمه من عروض ومهارات.
** لقد لعب الأهلى والترجى 19 مباراة فى مختلف المسابقات الإفريقية، وهذا هو النهائى الثانى الذى يجمع بين الفريقين بعدما سبق أن التقيا بنهائى 2012، الذى انتهى بفوز الأهلى فى مجموع المباراتين.. وسوف يلعب الأهلى مع الترجى عشرات المرات فى المستقبل، كما سوف يستضيف ستاد برج العرب مباراة منتخبى مصر وتونس بعد أيام وستظل المنافسة بين المنتخبين ما دامت كرة القدم. وتستمر المباريات واللقاءات، ويفوز فريق ويخسر فريق، لكن فى النهاية يجب أن يكون الانتصار الحقيقى للروح الرياضية وللأخلاق، وأكرر الرجاء بألا تنصت جماهير الفريقين فى مصر وفى تونس إلى تغريدات الغربان وطيور الظلام الذين يزرعون الاحتقان.
** ألا ترون كيف تلعب الفرق الأوروبية مبارياتها، ألا ترونهم يلعبون ويقاتلون فى حالة صراع نظيف ثم فى النهاية يتصافحون ويصفحون.. ما رأيكم فى ممارسة تلك اللعبة الجميلة؟!