خبر مهم أعلنه السيد رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بأن الدولة تشهد انخفاضا فى نسبة الفقر مقداره 29,7 % وهذا معناه أن مصر تسير وفق خارطة طريق اقتصادية سليمة تشهد لذلك المؤسسات المالية والمصرفية العالمية. فقد أكد الدكتور رئيس الوزراء، أن مصر نجحت فى جنى ثمار تجربة الإصلاح الاقتصادى على العديد من المستويات، فللمرة الأولى، منذ ٢٠ عاما، تشهد الدولة انخفاضا لمعدلات ونسبة الفقر، لتصل إلى ٢٩.٧%، جاء ذلك خلال الإعلان عن نتائج بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام (٢٠١٩ــ ٢٠٢٠)، بحضور رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
كما أكد أن نتائج البحث تمثل نقطة ارتكاز يتم الاعتماد عليها فى العديد من خطط ومشروعات الحكومة، لرفع مستوى الدخل للأسر وتخفيض معدلات الفقر، خاصة أن جميع مشروعات الحماية الاجتماعية التى أطلقتها الدولة بدأ التخطيط لها وتنفيذها من منطلق تحسين هذه المؤشرات، حتى يشعر المواطن بثمار التنمية التى يتم تحقيقها على أرض الواقع، وتنعكس إيجابا على مستوى معيشته. فمثلا فى مجال الصحة نجد العديد من المبادرات من أجل القضاء على «قوائم الانتظار» لإجراء الجراحات، فضلا عن «١٠٠ مليون صحة»، ودعم «صحة المرأة والطفل»، وفى دعم السلع التموينية والخبز، ودعم استهلاك الكهرباء والمياه والغاز، رغم ما شهدته من ارتفاعات فى بعض المرافق، بالإضافة إلى الخطى الحثيثة للقضاء على ظاهرة العشوائيات بالكامل، وتوفير مساكن آمنة للجميع، فلولا استمرار الدولة فى تقديم هذا الدعم لزادت نسبة الفقر بمعدل ١٠ نقاط مئوية».
هذه كلها أخبار سارة ولكن علينا أن نعترف أن 29,7 % مؤشر انخفاض لخط الفقر ولكنه مازال عاليا فهو يشير إلى أن ثلث عدد السكان تقريبا يعيشون تحت خط الفقر ومعه بطبيعة الحال الأمية والجهل وكل الأمراض المجتمعية التى نعرفها وتحتاج إلى مزيد من الجهد من قبل الحكومة يدا بيد مع المجتمع خاصة القطاع الخاص وقد بدأت الحكومة فى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وإيجاد فرص العمل الكبيرة التى تمت إتاحتها من خلال المشروعات القومية الضخمة التى تم تنفيذها والتى وفرت ٥ ملايين فرصة عمل، واستوعبت أعدادا كبيرة من الشباب، هذا كله جيد وفى الطريق الصحيح ولكن علينا أن نعترف أيضا أن الطبقة المتوسطة لظروف اقتصادية وسياسية فى الماضى القريب قد تآكلت لدرجة كبيرة واقتربت من خط الفقر. فالطبقة المتوسطة هى رمانة البلى فى أى مجتمع والتى تشكل السواد الأعظم من عدد السكان فهى طبقة متعلمة ومجاهدة ومثقفة ولذا تحتاج منا نظرة ودراسة عميقة والبحث عن احتياجاتها الاقتصادية لتعود إلى سابق عهدها وتلعب دورها فى الحفاظ على سلامة المجتمع ورقيه.