عام جديد: عام بلا دخان أو تدخين - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 3:18 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام جديد: عام بلا دخان أو تدخين

نشر فى : الجمعة 6 يناير 2023 - 9:30 م | آخر تحديث : الجمعة 6 يناير 2023 - 9:30 م
فى بداية عام جديد قد يتهيأ الإنسان لبداية ما، تحت تأثير فكرة تتابع نهاية مرحلة وبداية أخرى فيحلو لى أن أمارس حيلة بريئة طيبة القصد مع كل مرضاى. أحاول فى بداية العام أن أقنع مريضى أن مع البدايات واللحظات الفارقة فى حياة الإنسان إذا ما اتخذ العقل قرارا فإن الجسد يستجيب. تلك فى الواقع حقيقة علمية صادفت هوى فى نفسى فاعتنقتها فكرة عن قناعة.

لا أحد الآن ينكر حقيقة الأمراض النفسجسدية: الآلام الحسية التى يعانيها الإنسان دون عدوى أو إصابة إنما تنجم عن الضغوط النفسية كالآلام أسفل العمود الفقرى أو آلام الصدر دون أى أثر لضيق الشرايين التاجية أو ظاهرة القلب الكسير لدى السيدات وألوان الصداع.

الواقع أن الطبيب الذى يرحب بالحديث مع مريضه يضيف بعدا آخر لعلاجه قد يفوق فى أثره ذلك الأثر الذى يحدثه الدواء. غالبا ما تفلح حيلتى البريئة فى علاج مريضى فينصاع إليها ونبدأ معا فى استعراض ما يجب تغييره فى أسلوب حياته فى الاتجاه الصحى السليم.

أكثر النجاحات غالبا ما تبدو جلية فى موضوعات صحية بالفعل هامة: التوقف عن التدخين، إضافة اهتمامات جديدة لحياة الإنسان المنشغل تماما بعمله مثل الاهتمام بالرياضة البدنية أو ممارسة رياضة ذهنية كالتأمل واليوجا أو مراجعة طبيعة ما يأكل الإنسان وعلاقته بأمراض مزمنة غير معدية مثل ارتفاع الضغط أو السكر أما أهم تلك المواضيع بالفعل فهو محاولة التوقف عن التدخين.
أردت اليوم عزيزى القارئ أن أشركك فى لعبة البدايات فأتمنى عليك إذا ما كنت مدخنا أن تبدأ فى التخلص من تلك العادة التى لا تقل سوءا عن ملء رئتيك عمدا بالتراب على مر الأيام.

أرجو أن تسمحوا لى أعزائى المدخنين أن أشارككم منشورا صغيرا أهديه لكل مرضاى فى بداية العام الجديد بمعهد القلب القومى، حرصت على أن يخلو من التهديد والوعيد بسوء المصير، أردته متفائلا مشرقا بالأمل واعدا بالصحة والسعادة اعتمدت فيه على معلومات طبية سليمة سجلها مركز التوقف عن التدخين التابع لكلية طب ماكجيل الكندية بمونتريال والتى عملت بها لسنوات.

عزيزى المدخن مع بداية العام الجديد هل تعرف ماذا ينتظرك إذا ما اتخذت قرارا حاسما بالتوقف عن التدخين؟

< بعد عشرين دقيقة يعود ضغطك إلى ما كان عليه قبل تدخين سيجارة.

< خلال ثمانى ساعات يبهط معدل أول أوكسيد الكربون (غاز سام) فى دمك إلى النصف.

< بعد ثمانية وأربعين ساعة ينسحب النيكوتين كاملا من دمك فتقل فرصة إصابتك بأزمة قلبية وتعاودك حاسة التذوق والشم التى تفقدها نسبيا مع استمرارك فى التدخين على المدى الطويل.

< خلال الاثنتين والسبعين ساعة التى تلى توقفك عن التدخين ترتخى شعبك الهوائية فتتمدد رئتاك ويزيد لديك معدل الطاقة.

< فى السنة التالية تقل فرصة إصابتك بجلطة قلبية إلى النصف.

< خلال خمس سنوات تتراجع احتمالات إصابتك بسكتة دماغية إلى حدود مماثلة لغير المدخنين.

< فى عشر سنوات تصبح لديك احتمالات الإصابة بسرطان الرئة كما لو لم تشعل سيجارة واحدة من قبل، أى أنك تكون قد تخلصت تماما من صفة المدخن.

< أما فى السنة الخامسة عشرة فتتراجع احتمالات إصابتك بأمراض القلب والشرايين إلى الحدود التى يقف عندها غير المدخنين.
بعد مطالعة تلك النتائج.. ألا يستحق الأمر منك وقفة تأمل.. وقرارا حاسما فى بداية عام جديد؟
عزيزى قارئ «الشروق» وصفحة «صحة وتغذية».. عام إن شاء العلى القدير عام صحة وسعادة وتوقف كامل عن التدخين عن قناعة.. تلك بالفعل بداية قوية تضمن لك السلامة.
التعليقات