أغلب الناس يتأدبون من والديهم إذ إنهم يهذبونهم على قدر معرفتهم وطاقتهم وثقافتهم وبيئتهم فهناك مثل قديم يقول «وجه قلبك إلى التأديب، وأرهف أذنيك لكلمات المعرفة» لذلك هناك من هم على خلق رفيع وهناك من هم على خلق متدنٍّ وهناك مثل يقول «من لم يؤدبه أهله تؤدبه الأيام» وذلك صحيح تماما فالإنسان الحكيم لا يكتفى بما أخذه من أهله بل يوجه قلبه ويفتح عيونه ليرى ما حوله ومن حوله فيستزيد فى التأديب المجتمعى والروحى ويأخذ العلم والمعرفة حتى من أبسط الناس وأصغر الأشياء ويضيف إلى ما سبق أن تعلمه ولكن للأسف هناك أناس يظنون أنهم يعرفون كل شىء ويفهمون فى كل شىء ويعلمون كل شىء ويظنون أنه من الضعف أن يتعلموا من الآخرين أو يستعينوا بالمتخصصين والخبراء وما أكثر هؤلاء فى مجتمعنا وفى سياسيينا بينما الإصغاء للآخرين خاصة من هم أكثر خبرة وعلما ومعرفة وذلك دليل حكمة وانفتاح ذهنى فيتعلم الإنسان مِمن حوله، كذلك يتعلم الإنسان من الخبرات السابقة وينهل من ذاكرة التاريخ. فالتاريخ لا يعيد نفسه كما يقول البعض ولكن الإنسان هو الذى يعيد أخطاءه السابقة ولا يتعظ مِمن سبقوه أو يستخرج من الماضى دروسا يستفيد منها، ومصر ذات حضارة السبعة آلاف سنة تحمل إلينا دروسا كثيرة سيحاسبنا الله شعبا وحُكاما إن لم نتعلم منها. فعلينا أن نبنى ونكمل على ما هو حسن وأيضا ألا نعيد إنتاج ما هو سيئ ويجب علينا عدم التشدق بالماضى، فالماضى ليس كله خيرا ولكن علينا أن نضيف ونبدع بروح عصرنا. هكذا تختمر الخبرات وهكذا نسلمها لأجيالنا القادمة.