نرفض شرعية البلطجة (الوفد).. الانتخابات هى الأسوأ فى التاريخ النيابى (التجمع).. تزوير إرادة الأمة باستخدام البلطجة وحمايتها وتقنينها (الإخوان).. استقالات جماعية فى التجمع احتجاجا على تزوير الانتخابات.. ورفع الأعلام السوداء على مقار الحزب.
فى المقدمة السابقة بعض ردود الأفعال الأولية لأحزاب المعارضة التى قبلت المشاركة فى «الانتخابات» ولم تستجب لنداء المقاطعة الذى اطلقه د. محمد البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير.. وهى ردود افعال تنم عن الغضب العارم من الطريقة التى اجرت بها الحكومة الانتخابات والتجاوزات والجرائم التى ارتكبها النظام والتى تخطت التزوير والتزييف».. على حد قول بعض قوى المعارضة..
فبالله عليكم.. ماذا كنتم تنتظرون.. هل فاجأتكم هذه الأساليب؟ أم ارتبتم فى دعوة التغيير وغرتكم الأمانى وظننتم أن النظام سيتسع صدره لبعض «المعارضين» كما فعل فى انتخابات 2005.. لقد اخطأتم فى الحساب.. فالمجلس الجديد الذى سيعاصر انتخابات الرئاسة يجب أن يعزف نغمة واحدة متناسقة ليس بها نشاز.. كما أن انتخابات 2005 كانت انحناءة لضغوط جورج بوش الابن وكانت نتيجتها انذارا مبكرا من عواقب السير فى طريق الديمقراطية.. وسكت الأمريكيون خوفا من أن تنزلق مصر فى مصير كمصير غزة.. وطمعا فى استمرار مصر على طريق الموالاة.
ولقد تحيرت كثيرا من تصريح مرشد الاخوان الذى قال فيه مخاطبا جماعته «لقد حققتم جميع أهدافكم»..
ولا أكاد أتخيل أى هدف قد تحقق من المشاركة فى الانتخابات اللهم الا الوصمة التى لحقت بالعملية الانتخابية.. وان كانت وصمة التزوير ليست بجديدة والجديد فقط هو الاسلوب الفج والتزوير السافر والقوة الغاشمة التى لم ترع حتى حرمة القضاء سواء برفض تنفيذ الاحكام أو الاعتداء على القضاة.. ولكننى اقول حسنا فعلتم.. فبالرغم من أن قرار عدم خوض الجولة الثانية اقتصر على الاخوان والوفد الا انها خطوة مهمة سيكون لها تداعيات كثيرة.
وقد فوجئ الحزب الوطنى بما لم يكن يتوقعه أو يتمناه، وبدأ ذلك واضحا من تصريحات السيد صفوت الشريف الذى قال إن «الإخوان» حرموا «الوطنى» من مواجهة كان يريدها، اما الوفد فقد كالوا له المديح وناشدوه عدم الانسحاب.. وهكذا يتبين لقوى المعارضة فى ساعة متأخرة مدى الخدمة التى قدموها للحزب الوطنى بخوضهم الانتخابات فى الجولة الاولى وتحملوا فى سبيلها ما تحملوا لكى يعلن «الوطنى» فى النهاية انه اسقط التنظيم المحظور وسحق كل منافسيه فى مواجهة «واضحة وشفافة» كما قال السيد صفوت الشريف.. فقط كانوا يريدونها حتى النهاية.. الا أن قرار الانسحاب اربك الحسابات واظهر العملية على حقيقتها..
وهى انتخابات داخل الحزب الوطنى.. شئ أشبه ما يكون بتجربة الأحزاب الامريكية من انتخابات داخلية يطلقون عليها اسم البرايماريز Primaries وذلك لاختيار المرشحين الصالحين لخوض الانتخابات، الفرق أن الأحزاب الأمريكية تجرى هذا النوع من الانتخابات لاختيار المرشحين لا النواب وتصرف عليها من ميزانيتها الخاصة اما هنا فالاختيار للنواب وعلى حساب الدولة.. هناك 113 دائرة جرت فيها انتخابات الإعادة بين مرشحين كليهما من الحزب الوطنى.. فلتمطر سحابة الحزب الوطنى حيث شاءت فخراجها عائد إليه..
فياليتكم يا قوى المعارضة استمعتم إلى الناصح الامين وقاطعتم من البداية فالمقاطعة ليست عملا سلبيا كما يراها البعض ولكنها واحدة من اهم ادوات الاحتجاج السياسى شأن العصيان المدنى.. وهى من أهم الادوات السلمية الفعالة المتاحة للشعوب.. لقد انتزع غاندى بمثل هذه الوسائل استقلال الهند من الإمبراطورية البريطانية التى كانت الشمس لا تغرب عنها.. كما استعاد الشعب المصرى بها دستور عام 1923 وهو الدستور الذى اوقف اسماعيل باشا صدقى العمل به عام 1930..
وهذه الادوات السلمية للاحتجاج لا يمكن أن تؤدى دورها بدون الاعلام.. لذلك بذلت الحكومة جهدا كبيرا لتضييق النطاق الإعلامى المتاح للمعارضين... حتى الشكوى من المخالفات والجرائم التى ارتكبت خلال الجولة الاولى أرادوها بعيدة عن الاعلام قدر الإمكان.. فقد أعلن على الدين هلال انه من كان يريد الاحتجاج أو الشكوى فليشكو للجهات المعنية وهى النائب العام لا لوسائل الإعلام والفضائيات.. أى بعبارة أخرى فليشكو فى صمت.. وكنت أتوقع أن يصدر مثل هذا التصريح من الأجهزة الأمنية لا من استاذ جامعى مثل الدكتور على الدين هلال لأن عدم نشر المعلومات وتضييق نطاق تداولها هو من القواعد الأمنية عملا بمبدأ المعرفة على قدر الحاجة، لكنها ليست من قواعد الديمقراطية.