كتب سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تقديرًا لموقف قطر فى ظل التحولات الإقليمية الأخيرة خصوصًا فى مصر والتحولات الداخلية المتمثلة فى تنحى أمير قطر عن الحكم لصالح ابنه وولى عهده الأمير تميم بن حمد آل ثانى، الأمير الشاب الذى لم يتجاوز بعد الرابعة والثلاثين من عمره. نشر التقدير تحت عنوان «مصر الآن تمثل تحديًا سياسيًا لحاكم قطر الجديد» على الموقع الإلكترونى لمعهد واشنطن.
ذكر كلمة قطر تكرر كثيرًا فى الأوساط المصرية فى الفترة الأخيرة، وكان ذلك نتيجة للدور الأساسى الذى لعبته قطر أثناء وبعد ثورة 25 يناير. فقد كانت تلك الدولة الصغيرة جغرافيًا من أوائل الدول التى اعترفت بالحكم العسكرى فى مصر الذى جاء مباشرة بعد مبارك، وعندما وصل حزب الحرية والعدالة إلى الحكم أصبح لقطر صورة أخرى وهى صورة الداعم الأكبر لهذا الحزب الوليد.
بعد ذلك اهتزت صورة قطر الداعمة لمصر فى عيون قطاع عريض من المصريين نتيجة لشعورهم بأن قطر تستغل ثرواتها الكبيرة فى شراء أصول مصرية (لدرجة وصلت إلى شعور البعض أن قطر تسعى لشراء قناة السويس)، وبالنسبة للقوى المعارضة للإخوان المسلمين فقد كانوا يتهمون قطر دائمًا بتمويل حزب الإخوان وإغداق النقود على زعمائهم. أما الولايات المتحدة فقد كانت غير واثقة من المساعدات الضخمة التى قدمتها قطر إلى مصر دون المطالبة بتغيير سياسات الإعانات الإقتصادية المعيبة من وجهة النظر الأمريكية. وفيما يخص دول الخليج، فلم تكن هى الأخرى ترتاح إلى سلوك قطر نظرًا لبغضهم التاريخى للإخوان.
●●●
الأمير الجديد أصبح فى موضع لا يحسد عليه منذ بداية حكمه إذ تأزم الوضع فى مصر وأصبح عليه أن يختار بين الاستمرار فى دعم الإخوان أو الانتظار حتى تتم تسوية سياسية. ويرى الكاتب أن الأمير تميم يفتقر إلى الخبرة التى تؤهله للتعامل مع هذه المسألة، فرغم أنه زار مصر بعد ثورة الـ25 من يناير إلا أن عبء تحديد سياسة قطر الخارجية تجاه مصر كان يقع على عاتق الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذى أعفاه الأمير الجديد عن الخدمة يوم 2 يوليو الحالى دون سبب واضح.
ورغم أن التغيير الغريب الذى حدث فى السلطة فى قطر يبرره المسئولون القطريون بأنه انتقال سلس ومخطط للسلطة، فإنه فى كل الحالات سيكون أمام السلطة الجديدة فى قطر تحد كبير مع ما تشهده مصر الآن. فسلوكهم القادم هو الذى سيحدد ما إذا كانت قطر تدعم الإخوان أم تدعم مصر.
يقول الباحث إن الشيخ حمد بن جاسم فى أبريل الماضى قبل تنحيته قد أكد فى حديثه فى واشنطن أن قطر تدعم مصر حتى قبل مجىء الإخوان، وكان من ضمن تصريحاته أن المصريين «اليوم يختارون حكومة إسلامية. وربما يختارون غدًا حكومة أخرى.. وبغض النظر عما يقرره شعب مصر، فسوف نحترم اختياراته».. ولكنه ليس من المرجح أن يشكل هذا التصريح قيدًا على تحركات الأمير الجديد الذى أعفى الشيخ حمد من الوزارة.
●●●
وبالنسبة لتأثير الاضطرابات التى حدثت فى مصر على العلاقات القطرية الأمريكية، فسوف تظل قطر شريكًا مهمًا للولايات المتحدة رغم كل شىء. ومن الواضح أن هناك تنسيقا قطريا أمريكيا جديدا فيما يخص التعامل مع الوضع فى مصر، ففى 3 يوليو الحالى قام وفد مجلس الشيوخ الأمريكى برئاسة جون ماكين وليندسى غراهام بزيارة الأمير تميم للتنسيق فى عدة أمور يرى الكاتب ضرورة أن تكون المسألة المصرية ضمنها.
إعداد: أيمن طارق أبوالعلا