ذكرى 30 يونيو لن تكون تاريخا عابرا فى الشعب المصرى فهذا اليوم انتفض فيه الجميع لحماية الوطن واستعادته من يد جماعة الإخوان الإرهابية التى خططت ومولت كل ما يضر بمصر والمصريين ولكن الله أخلف ظنهم واستطاعت مصر أن تعبر هذه المرحلة الغابرة فى تاريخها الطويل وعادت مرة أخرى بلد الوسطية والأمن والسلام فهذه الثورة بمثابة فجر جديد بزغ معه الأمل واستعادت مصر هيبتها إثر تحرك أوصال القطاعات المختلفة فى الدولة وانتشار ماكينة العمل لتدب الحياة فى المشروعات القومية.
ماذا لو لم تتم ثورة 30 يونيو ــ حرب أهلية بين أقلية من ميليشيات الجماعة وأغلبية الشعب المصرى بكل أطيافه. جماعة الإخوان كانت دائما ما تقدم مصلحتها عن مصلحة الدولة، ولا تضع مصلحة الشعب أمامها، خاصة أن الجماعة كانوا لا يوجد لديهم إيمان وتقديس للوطن، ولا انتماء للدولة المصرية، فترة حكم الإخوان تسببت فى انتشار الفوضى وعدم الاستقرار وشعور المواطنين بالخوف.
نشكر الله على أن هذا السيناريو لم يتم فالمصريون أوقفوا فى 30 يونيو موجة التطرف والفرقة، التى كادت أن تسود المنطقة كعادته عبر التاريخ شعب محب لوطنه وأرضه، كان للشعب الكلمة الأخيرة والفاصلة. والعالم انحنى احتراما لإرادته وتغير وجه المنطقة من الشر إلى الخير والأمان.
فقررت الدولة مصارحة الشعب بالحقائق كما هى وإشراكه فى تحمل المسئولية وبالفعل بدأ تنفيذ برنامج شامل ومدروس بدقة للإصلاح الاقتصادى يستهدف أولا وقف تردى الأوضاع الاقتصادية، وثانيا تحقيق نهضة اقتصادية واسعة وحقيقية من خلال عدد من المشروعات التنموية العملاقة التى تحقق عوائد اقتصادية ملموسة وتوفر فرص عمل وتوفر بنية أساسية لتحقيق نمو اقتصادى.
هناك كثيرا من الصعاب تخطتها وتجاوزتها مصر، بعد الثورة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى وطلب من الشعب المصرى أن يظل خلف قواته المسلحة من أجل نجاح الإصلاح الاقتصادى.
والآن نبنى وطننا رغم القرارات الصعبة التى تتخذها الدولة لتصحيح المسار الاقتصادى أى إنه لا شىء أمام الخراب الذى كان سيجرى لمصر وأن الوطن يسير على الطريق الصحيح، وأن المنطقة تغيرت وجهتها من مسار الشر إلى رحاب الأمن والتنمية والسلام، واستطاعت مصر أن تثبت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية، وكذلك تشكيل السلطة القضائية الشامخة.
مصر هى مفتاح الشرق الأوسط لو سقطت لكان سقط الشرق الأوسط ولكن الله انقذ مصر من مصير لا نعلمه فمصر لها دورها التاريخى والمحورى ليس داخل المنطقة العربية ولكن تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية، وأن استقرار مصر يعنى استقرار المنطقة.