لن أكتب عن إعلانات رمضان الطويلة التى تقطع سياق المسلسلات فيفقد المشاهد صبره فيقلب المحطة ليشاهد برنامجا آخر أو مسلسلا آخر؛ حتى تأتى إعلاناتها فيعاود الكرة مرة أخرى، ولن أكتب عن الإعلانات التى تفشل فى توصيل رسالتها الإعلانية فيتساءل المشاهد.. «هو الإعلان ده عن إيه؟»، ولن أكتب عن الإعلانات التى لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، فأقل ما توصف أنها مسخرة فى الشهر الكريم أو غيره من الشهور، كل ذلك وغيره كتبه زملاء أجلاء هذا العام ومنذ عدة سنوات ولم يبالِ أحد!!
أنا أكتب عن الإعلانات الجميلة الراقية التى فيها الحدائق والمتنزهات وحمامات السباحة والبحر الأزرق بدرجاته وفى وسطها فيلات بديعة مع تخطيط عمرانى وحدائقى منسق وممثلين وسام وممثلات جميلات لا نجدهن إلا فى الأفلام أوعلى غلاف مجلات الموضة، وأتساءل: هذا النوع من الإعلانات هى تخاطب من؟؟ ورسالتها لمن؟؟.
هل تخاطب أغلب المشاهدين.. لا أظن، لأن أغلب المشاهدين من الطبقة الوسطى أو أقل من الوسطى والأدنى الذين لا يملكون الملايين حتى ولو بالتقسيط على عدة سنوات لشراء ڤيلا، وهم فى عرض شقة صغيرة ولن أقول حجرة، إذن هذه الإعلانات خاصة بطبقة معينة تملك الملايين أو مستثمرين مصريين و أجانب سيستثمرون فى هذه العقارات، ولكن هذه الإعلانات الكثيرة والكثيفة التى تحاصرنا حتى على التليفون المحمول لا تخاطب إلا طبقة معينة فقط، أما إعلانات الصابون والمحمول والغسالات والأفران وغيرها.. (والمعنى فى بطن الكاتب) هى وحدها التى تخاطب الطبقة الوسطى والأدنى حتى يصرفوا ما تبقى لهم فى الجيب أو لزوم تجهيز العروسين.
هل هناك مسئولية اجتماعية لرأس المال؟
الإجابة / نعم، وهذه المسؤلية الإجتماعية تقتضى:
• احترام كرامة الإنسان مهما كان وضعه الاجتماعى.
• العمل على المساواة بين البشر، فكل شكل من التمييزولا أقصد التمييز الجنسى أو العرقى أو الدينى ولكن أيضا الوضع الاجتماعى وتجاوز هذا التمييز لأنه مخالف للطبيعة الإنسانية والإرادة الإلهية.
• إن مبدأ التضامن الأخوى هو من المقتضيات المباشرة للأخوة الإنسانية الحقة، التى تراعى شعور الآخرين وحدودهم.
• يظهر التضامن الأخوى فى العمل على توزيع الخيرات وبذل الجهد فى سبيل نظام اجتماعى أكثر عدالة واستيعاب التوترات الإجتماعية.. وأذكر أن بعض الكومبوندات سُلبت ونهُبت اثناء الانفلات فى ثورة 25 يناير 2011.
• إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية ليست مسئولية الحكومة فقط ولكن مسئولية الجميع فى التضامن معا، تضامن الفقراء فيما بينهم والأغنياء والفقراء والعمال وأصحاب الأعمال وغيرهم.
ختاما، أول مبدأ فى التضامن هو مراعاة شعور الآخرين وقدراتهم الاجتماعية والاقتصادية وعدم استنفزازهم أو إيقاظ حقد أو ضغينة ما فى قلوبهم، علينا أن نراعى أن شعبنا أغلبه من الطبقة الوسطى والأدنى ولم نصل بعد إلى هذه الرفاهية المفرطة.