..انعدلنا - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:45 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

..انعدلنا

نشر فى : الإثنين 8 يوليه 2013 - 9:30 ص | آخر تحديث : الإثنين 8 يوليه 2013 - 9:33 ص

سواء جاء البرادعى أو جاءت شخصية وطنية أخرى لرئاسة الحكومة، فإن ذلك يمثل ذروة مشهد «الانعدال» الذى بدأه المصريون فى 30 يونيو الماضى.

 

أقول «انعدالا» ردا على دعاوى وصف ما جرى بالانقلاب، والتى تروّج لها أبواق الجماعة ومنصة الأكاذيب والتحريض على العنف المنصوبة فى رابعة العدوية.

 

ما جرى كان تعديلا لمسار ثورة سرقها الإخوان وأودعها مرسى لدى جماعته فى الإرشاد، ولم يكن أمام جيش مصر العظيم، سوى الاستجابة لنداءات أكثر من ثلاثين مليون مصرى، خرجوا فى جميع أنحاء المحروسة يطالبون برحيل رئيس انتخبوه ليحقق مبادئ الثورة، ويعلى قيم الحق والعدل والدستور والقانون، فكان أول من انتهك الشرعية وعصف بالدستور ودهس القانون.

 

بل إن بيان الفريق السيسى جاء ترجمة حرفية لمبادرة حركة تمرد التى قادت الموجة الثانية من الثورة، وهو ما أكده محمود بدر المتحدث الرسمى باسم الحركة، الذى قال لقائد الجيش ورئيس الأركان «الشعب المصرى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويطالبكم بتنفيذ هذه المطالب»، وأرجوك أن تراجع المبادرات التى طرحتها القوى السياسية المختلفة قبل 30 يونيو، لتكتشف أن مبادرة تمرد نفّذت حرفيا.

 

وعلى الكذبة الذين يصفون ما جرى بأنه انقلاب، والذين تخاذلوا عن نصرة شعبهم بحجة أن الفلول شاركوا فى ثورة 30 يونيو أن يخجلوا، وأن يتحسسوا مواقع أقدامهم، ليكتشفوا أنهم يقفون فى الخندق ذاته الذى يقف فيه الأمريكان والصهاينة، وأن يوقظوا ما بقى حيا من ضمائرهم كى يروا بوضوح، عشرات الشواهد التى برهنت على أن الجماعة هى الراعى الرسمى للمشروع الأمريكى فى المنطقة، وأن يسألوا أنفسهم عن دلالات لقاءات خيرت الشاطر السرية بالسفيرة الأمريكية، واستغاثة قيادات الإخوان بالأمريكان، ودعوتهم للتدخل العسكرى فى مصر وتمكينهم من السلطة، وأن يقرأوا بتدبر ما نشرته «الشروق» امس الأول عن الضغوط التى تمارسها إدارة أوباما على دول عربية صديقة لمنع معوناتها العاجلة عن مصر، ومنها 20 مليار دولار من السعودية والإمارات.

 

يفعل الإخوان ذلك طوال الوقت، لكن خطاب قياداتهم لا يخلو أبدا من حديث عن المؤامرة الكونية التى تقودها أمريكا والصهيونية العالمية، للقضاء على المشروع الإسلامى..!

 

إنه الكذب الذى لا يعرف حتى حمرة الخجل.

 

دعنا الآن من الإخوان وأكاذيبهم.

 

أمام رئيس الحكومة القادم مهمة بالغة الصعوبة، وسيكون عليه أن يصلح ما أفسده نظاما الإخوان ومبارك معا، وأن يبدأ مرحلة انتقالية ثالثة على أسس صحيحة، تجنبنا أخطاء ومخاطر ما جرى.

 

عليه قبل الشروع فى عمله، أن يطرح على المصريين الموقف كاملا، وأن يشرح لهم حقيقة الأوضاع والمخاطر والتحديات والفرص التى تنتظرنا، وثقتى كاملة أن الشعب المصرى الرائع حين يدعى للمشاركة على أسس من النزاهة والشفافية، فإنه سيصبر ويتحمل ويضاعف جهده، لأنه يعرف أن محصلة هذا الجهد تصب فى مصلحة وطنه، وليس فى صالح جماعة أو مخطط تنظيم دولى.

 

عليه أيضا أن يدرك حجم المخاطر التى سيواجهها من المتأسلمين بكل أطيافهم وخصوصا الإخوان والجماعة الإسلامية، وأتصور أنه سيقابل ذلك بدعوة للمصالحة الشاملة على أسس من الوطنية الحقة، التى لا تعرف إقصاء، كما لا تمايز بين أبناء الوطن على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وأفكارهم، إلا بالعمل لصالح وطننا الواحد وعيشنا المشترك.

 

.. ثقوا تماما.. الشعب سينتصر.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات