أطلقت جماعة 6 أبريل حملة تدعو فيها لحماية الكنائس فى كل ربوع المحروسة، وناشدت أعضاءها من الشباب الواعى المهموم بمستقبل بلده، التوجه فورا إلى أقرب الكنائس لمنازلهم، وتشكيل دروع بشرية للدفاع عن بيوت الله ومن يلوذ بها، وأعلنت على موقعها الإلكترونى استعداد أعضائها لافتداء إخوانهم وجيرانهم وأهلهم، فى مواجهة تهديدات قاعدة العراق ومن يقف خلفهم، باقتحام الكنائس المصرية.
وحشد الأزهر الشريف آلافا من مدرسيه وطلبته فى كل أنحاء مصر بزيهم الجميل المعهود، وانطلقوا فى جماعات غاضبة يعلنون تصديهم لأى محاولة للمساس ببيوت العبادة، وتشابكت أياديهم بأيدى إخوانهم من القساوسة والشمامسة والرهبان وطلاب الإكليروس فى صلابة وتحد، مؤكدين أن حرصهم على أن تواصل الكنائس قرع أجراسها، لا يقل أبدا عن حرصهم على أن يصدح صوت المؤذن فى كل صلاة معلنا حى على الفلاح.
وغادر الشيخ الطيب مقرّه بالدراسة إلى المقر البابوى بالعباسية، معلنا أنه سيلازم البابا، يأكلان فى صحن واحد وينامان على الفرشة ذاتها، فإن أصاب البابا مكروه ناله نصيب منه، وإلا نجوَا معا.
وأصدر وزير الأوقاف توجيها إلى خطباء الجمعة بأن يكون موضوع الخطبة المقبلة هو واجب المسلم فى حماية دور العبادة، وما أقره القرآن الكريم وصدّقته السنة المطهرة فى هذا الصدد، وأن تتضمن شذرات من سيرة الفاروق عمر وتوجيهاته لواليه على مصر، بضرورة حماية دور العبادة وتأمين المترددين عليها.
ووجدت جماعة «كفاية» فى تهديدات قاعدة العراق فرصة مواتية كى تستعيد عافيتها وبريقها، وانطلق جورج إسحق وعبدالجليل مصطفى وأحمد بهاء شعبان وأمير إسكندر يجمعون الأنصار فى مسيرة حاشدة، بدأت من تمثال نهضة مصر وانتهت فى الساحة التى تجمع مسجد عمرو بن العاص بالكنيسة المعلقة يهتفون بعلو الصوت «عاش الهلال مع الصليب».
وبدأت الجمعية المصرية للتغيير حملة واسعة لجمع التوقيعات تحت شعار «مصر لم تنم»، أكدوا فيها أن مصر للمصريين، والدفاع عن حدودها ومياهها وزروعها ودور عبادتها فرض عين على كل أبنائها، مسلمين وأقباطا، وكذلك فعلت الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية ونشطاء المجتمع المدنى فى ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها.
أرادوا جميعا أن يقولوا لنا إن مصر نسيج واحد، وأن أبناءها فى رباط إلى يوم الدين، وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
أرادوا أن ينبهونا إلى أن الدفاع عن وحدة الوطن وتماسكه، ليس أقل أهمية من التظاهر ضد التوريث والغلاء والتحرش.
أرادوا أن يقولوا لنا إن كنائس مصر لا يحميها الأمن، كنائس مصر يحميها مسلموها.