الولايات المتحدة تحولت إلى دعامة هشّة من قصب - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:07 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الولايات المتحدة تحولت إلى دعامة هشّة من قصب

نشر فى : الأحد 9 مارس 2014 - 8:45 ص | آخر تحديث : الأحد 9 مارس 2014 - 8:45 ص

فى ذروة أكثر الأزمات خطورة فى زمننا الراهن، الأزمة فى أوكرانيا، واصلت الإدارة الأمريكية هذا الأسبوع توظيف مساعيها المبالغ فيها ــ وغير المجدية أيضا ــ فى النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى. ويبدو أن أسلوب أوباما لا يتغير، أى التهرب من معالجة الموضوع الأساسى، والتنازل أمام الأقوياء ــ أو الذين يدعون القوة ــ والضغط على الذين يعتمدون عليه. فالأمريكيون الذين لا يريدون، أو لا يستطيعون، مواجهة عدوانية فلاديمير بوتين، يواصلون تقديم النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى بوصفه العرض الأساسى على مسرح العبث الذى يسمى «السياسة الخارجية الأمريكية».

• فى السعودية وليبيا والعراق وسوريا وإيران وباكستان وأفغانستان، أهمل الأمريكيون حلفاءهم وأحيانا تخلوا عنهم. اليوم انضمت أوكرانيا إلى اللائحة. لقد شعر جون كيرى بالإهانة عندما قال عنه موشيه يعلون إنه مهووس بالنزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى. وإذا لم يكن مهووسا، كيف نفسر تركيزه المبالغ فيه على ما يحدث بين اليهود والفلسطينيين، وإهماله دولا أخرى مثل أوكرانيا التى تحتاج فعلا إلى المساعدة الأمريكية؟

• يتعين على بنيامين نتنياهو الذى يعرف جيدا هذا الضعف الأميركى، أن يناور كى لا يقع فى فخ كيرى الذى تعهد بأن خطته «التى أعدها 160 خبيرا فى الأمن الأمريكى» ستنقذ إسرائيل. وفى ظل هذه الظروف، يجب على كل إسرائيلى مسئول، حتى لو كان مستعدا لقيام إسرائيل بانسحاب عميق، التعامل بحذر مع التعهدات الأمريكية.

• هناك العديد من الإسرائيليين وبصورة خاصة فى المؤسسة الإعلامية، تعاملوا بسخرية مع نجاح نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن بعدم الالتزام بخطة كيرى. وقيل «إن بوتين أنقذ بيبى (من الضغوط الأمريكية)». ومن المؤسف أن يصور هذا الانجاز، خاصة فى ضوء تقصيرات الأمريكيين حيال حلفائهم، بأنه «فرصة ضائعة».

• إن «الربيع العربى» يقوم بتفكيك الدول القومية العربية، بينما لا يتدخل الأمريكيون إلى جانب حلفائهم. فهل تسلل القوى الإرهابية إلى المناطق المحيطة بإسرائيل فى قطاع غزة وشمال سيناء وسوريا ولبنان لن يكون له انعكاسات استراتيجية كبيرة؟ ومن سيمنع هذه القوى إذا انسحبت إسرائيل من جور الأردن، من السيطرة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)؟ هل هى الإلكترونيات أم تعهدات كيرى؟

• لست من أنصار الحجة الأمنية، ومن الخطأ على المدى البعيد الاعتماد عليها. لقد كان من الأفضل لو أن نتنياهو إلى جانب تقديمه هذه الحجة بصورة منطقية وصارمة مثلما فعل فى واشنطن، قدم أيضا حجة أساسية تتعلق بملكية هذه الأرض التى تعود منذ العصور القديمة إلى الشعب اليهودى. ويدعى الفلسطينيون اليوم أن هذه الأرض لهم، وحجتهم مسموعة من جانب العالم. وفى الواقع، فإن إسرائيل مقصرة فى صراعها على كسب الرأى العام فى العالم بسبب إهمال الحقيقة والعدالة التاريخية.

التعليقات