أمريكا تتوقع من إسرائيل وحلفائها مساعدتها فى لجم الصين - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:56 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمريكا تتوقع من إسرائيل وحلفائها مساعدتها فى لجم الصين

نشر فى : السبت 10 سبتمبر 2022 - 8:30 م | آخر تحديث : السبت 10 سبتمبر 2022 - 8:30 م
كُتب الكثير عن أن الصراع مع الصين دفع الولايات المتحدة إلى التخلى عن منطقة الشرق الأوسط، كما أن تقليص الاتكال الأمريكى على النفط المستخرَج من المنطقة قد سرع هذه الوجهة. والآن، نحن فى نقطة انعطاف ـ التدخل الصينى المتزايد فى المنطقة يحتم على الولايات المتحدة تعزيز مكانتها. وأكثر من هذا، ثمة دور مركزى لمنطقة الشرق الأوسط ولإسرائيل، من المنظور الأمريكى، فى المعركة التكنولوجية فى مقابل الصين.
لقد حلت الحرب الإلكترونية مكان الحرب التجارية منذ زمن. وقد أدركت شركة «أبل» ذاتها أن الصين لا يمكن أن تشكل قاعدتها الحصرية لتركيب جهاز الآيفون، فشرعت فى نقل منظومات التركيب إلى الهند. كما بحثت شركة «إنتل» إمكانية إنشاء مصنع جديد لإنتاج الشرائح الإلكترونية فى الصين، لكنها سرعان ما عدلت عن الفكرة. قبل بضعة أسابيع، وقع الرئيس جو بايدن قانونا يقضى بضخ 280 مليار دولار، للدفع قدما بصناعات الشرائح الإلكترونية والأبحاث للتطوير التكنولوجى فى الولايات المتحدة. وسيجرى تخصيص الجزء الأكبر من الموارد لضمان التفوق الأمريكى فى مجالات الذكاء الاصطناعى، الروبوتية، والحوسبة الكمومية، وشبكات اتصالات الجيلين الخامس والسادس.
هذه هى أيضا الخلفية لسلسلة الإجراءات التى أعلنتها الولايات المتحدة، سويا مع حلفائها، بالتزامن مع زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط. لم يرِد فى البيانات الرسمية أى ذكر للصين، لكنها كانت حاضرة جدا. لقد عززت الصين حضورها الاستراتيجى فى الشرق الأوسط بواسطة استثمار مئات مليارات الدولارات فى البنى التحتية التقليدية (الموانئ، على سبيل المثال)، وفى البنى التحتية المعلوماتية والتكنولوجية، بدءا بالبنى التحتية الاتصالاتية، مرورا بكوابل الاتصال تحت المائية، وانتهاء بمشاريع «المدينة الذكية» وغيرها. ولم يكن هذا غائبا عن أعين الولايات المتحدة.
ولئن كانت الولايات المتحدة اكتفت فى السابق بممارسة الضغط على الدول الحليفة معها، وبينها إسرائيل، لتجنُب الاستثمارات الصينية، إلا أنها اليوم تصعد وتيرة تحرُكها من أجل لجم الصين، وتتوقع من أصدقائها التجند لمساعدتها فى المعركة ضد الصين. وفى هذا الإطار، على سبيل المثال، أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة إطلاق مشروع مشترك لتطوير تقنيات اتصال من الجيلين الخامس والسادس، يهدف إلى إضعاف هيمنة شركة هواوى الصينية.
كما طولبت إسرائيل أيضا بالتجند. عشية زيارة بايدن، أعلنت إسرائيل والولايات المتحدة إطلاق حوار استراتيجى بشأن التكنولوجيا، للدفع نحو تعاون ثنائى بين البلدين فى مجاليْ البحث والتطوير التكنولوجيين على أعلى المستويات. الولايات المتحدة تريد أن تتجند إسرائيل للمساعدة فى المنافسة مع الصين. وسيدور الحوار حول «إدارة المخاطر فى منظومات الابتكار والتجديد» ــ وهى صيغة دبلوماسية لمنع تسرُب التكنولوجيا الإسرائيلية إلى الصين.
ويضع البيان المشترك أيضا الأسس المناسبة لإمكانية أن تكون إسرائيل مطالَبة بفرض قيود تصديرية على الصين. لكن هذا لا يعنى أن هنالك «ثمنا» فقط، بل فرصة أيضا لتعميق التدخل والاستثمارات الأمريكية فى الابتكارات الإسرائيلية.
لن يفت هذا فى عضد الصين. فقد أصبحت منطقة الشرق الأوسط حلبة مهمة جدا بالنسبة إلى بكين، أكثر من النفط بكثير. وقد تابعت الصين زيارة بايدن إلى المنطقة، ووجهت رسالة حادة ومباشرة إلى إسرائيل بعدم السماح بضغوط أمريكية ترمى إلى المس بالعلاقات الصينية ــ الإسرائيلية. وينبغى الانتباه إلى أن هذا يحدث بعد التحسن الذى طرأ على الموقف الصينى تجاه إسرائيل، بفضل «اتفاقيات أبراهام».
ثمة أهمية كبيرة للعلاقات الجيدة مع بكين، بالنسبة إلى إسرائيل، وبصورة خاصة على خلفية ازدياد الفهم الإسرائيلى للحاجة إلى إدارة المخاطر فى العلاقات المتبادلة مع الصين. لا شك فى أن الخصومة الصينية ــ الأمريكية ستضع المزيد من المعضلات أمام صناع القرار فى إسرائيل. كما ستواجه الدول، التى أصبحت شريكة لإسرائيل فى الشرق الأوسط أخيرا، تحديات مماثلة. وسيكون من الحرى بها أن تتحاور بشأن هذا أيضا.

قناة التلفزة الإسرائيلية 13
مدير مجال السياسات فى مجموعة SUGNAL
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات