لا يمكن فرض حل بالقوة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:32 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا يمكن فرض حل بالقوة

نشر فى : الأحد 10 نوفمبر 2013 - 7:05 ص | آخر تحديث : الأحد 10 نوفمبر 2013 - 7:05 ص

من بين جميع مشكلات العالم ركزت الولايات المتحدة على نزاعنا فقط! وبعد عشرين عاما من المحاولات، أليس من الجنون الضغط علينا كى نسلم مساحات من الأرض فى قلب البلاد مع إمكانية تحولها إلى قاعدة إيرانية؟ يبدو أن السردية الفلسطينية تستخدم من قبل الأمريكيين عصا لإبقاء إسرائيل مهددة بالمقاطعة والإبعاد والضغوط المتواصلة من قبل المجتمع الدولى.

وماذا يخبرنا هذا الأمر عن جزء ملحوظ من يهود الولايات المتحدة الذين تحولوا منذ بداية عهد أوباما إلى ما يشبه النعامات (التى تقسو على أولادها، وباستثناء قلة منهم، يخشى يهود: كأنها ليست لها، سفر أيوب 39:16) الولايات المتحدة التنديد علانية بموقف إدارة أوباما المعادى لإسرائيل.

فالأصوات التى تسمع هى أصوات مناهضة لإسرائيل، والذى يسعد برفقتها، ويا للعار، كل من (الكاتب الأمريكى) بيتر بينارت، و(المحرر فى جريدة نيويوركر) ديفيد ريمنك، و(الصحفى) توماس فريدمان، وسائر اليهود الذين «يشمئزون» من إسرائيل فى حين أنهم لا يقلقون إذا حشرت فى الزاوية بفعل خطر وجودى.

إن يهود الولايات المتحدة يخونون مهمتهم، فبدلا من أن يكونوا بمثابة منفى بابل فى أيامنا الحالية، وبدلا من دعم المكان الوحيد الذى يستقبل اليهود من دون أى شرط، هم على شاكلة يهود ألمانيا فى أواخر القرن التاسع عشر، لكن مع فارق مهم هو أن اليهود المنتشرين فى الولايات المتحدة لا يكتفون باندماج هادئ، بل هم يلوحون بيهوديتهم لكى يضربوا الدولة اليهودية وإخوانهم الذين لا يزالون يدعمونها. أولا وبوصفهم يهودا، هم يمتلكون حق التحريض ضدنا، وثانيا، تجرى دعوتهم إلى البيت الأبيض حيث يتلقون جرعات تهدئة على أساس أن «كل شىء على ما يرام»، وأن الإدارة الأمريكية ساهرة على مصلحة إسرائيل (مثلما سهرت على مصلحة مصر!). وفى نهاية الأمر، نحن، وليس هم، من سيتعامل مع الدمار الذى ستخلفه سياسة أوباما.

آن الأوان لكى يثور يهود الولايات المتحدة ضد هذه السياسة المستحيلة. إن محاولة فرض حل علينا هو جزء من الغطرسة الغربية المعروفة التى يعانى منها أيضا اليسار الإسرائيلى، ولسان حالها يقول: نحن نستطيع أن نجعل التاريخ يجرى وفق رغبتنا، وأن نصل إلى مهد الحضارة الإنسانية، إلى المنطقة التى تتنفس تقاليد عريقة وتجرى فى عروقها أساطير عمرها ألفى عام، وأن نلبسها حلا بالقوة.

أنظروا إلى الدول المحيطة بنا، فالجميع يشاهد مباشرة ساعة بساعة ثمار هذه العبقرية.

محلل سياسى

«يسرائيل هيوم»

التعليقات