من المؤلم أن نجد ترتيب مصر عالميا فى مستوى التعليم أو ترتيب الجامعات فى مستويات دُنيا فى الوقت الذى تفوقت دول عربية وإفريقية صغيرة على مصر على الرغم من أن مصر أبهرت العالم بعبقريتها وفنونها وعلومها وآدابها، وهى من أولى الدول الإفريقية والعربية التى عرفت الجامعات والمدارس والمعاهد العليا والتى كان يؤُمها أشقاء من كل الدول المجاورة وعندما نلتقى بهم فى بلادهم أو فى الخارج يذكرون بكل فخر الكليات التى تخرجوا منها ويذكرون السنوات التى عاشوا فيه بين المصريين أثناء الدراسة، ويعتبرون مصر وطنهم الثانى لأنهم ولدوا فيها تعليميا وثقافيا وعلميا وأهمها انفتاحيا نحو العالم أجمع، وأينما نحل نجد علماء ومفكرين ومثقفين وأطباء ومهندسين وغيرهم إما من المصريين وإما ممن تعلموا فيها، ولا ننسى أن المصريين هم الذين صنعوا أعظم حضارة عرفتها الإنسانية ونتساءل بفزع: ماذا جرى؟
لماذا هذا التقهقر فى التعليم ومعها التربية والثقافة ألا نستطيع أن نستفيد من ريادتنا فى عالمنا المصرى والعربى والإفريقى.
أظن أننا نستطيع إذا وجدت الإرادة وحفزنا شعبنا وأعادنا تنظيم المنظومة التعليمية فى مصر. ولكننا لا نفعل ذلك كأنها ليست من أولوياتنا على الرغم من أنها كالماء والهواء وقبل الكبارى والمدن الجديدة، لابد من الاستثمار فى الأجيال القادمة إذا أردنا لمصر أن تكون دولة كبرى كما تستحق.
من الأسباب الرئيسية التى تكمن وراء تلك التصنيفات المنخفضة انعدام التطور فى الجهاز الإدارى الحكومى، وتفشى البيروقراطية، والتحديات الاقتصادية الطاحنة بالإضافة إلى وجود نظام تعليمى عقيم. التعليم المصرى يعانى مشكلات متعددة منذ سنوات طويلة مشكلات التعليم فى مصر كثيرة ومتعاقبة ومتزامنة فلا بد من اهتمام من الدولة بالتعليم.
إن فساد المؤسسة التعليمية يؤدى إلى انهيار أى دولة فى العالم، لذا نجد الدول المتقدمة، تضع التعليم على رأس أولوياتها وتعتبر طلابها ثروة قومية لنهضة البلد وتقدمه.
إذا كان الإرهاب هو الخطر الذى يهدد أمن مصر واستقرارها، فإن انهيار التعليم، هو الخطر الأكبر الذى يفوق الإرهاب، الأمر الذى ينعكس بالطبع على مستقبل مصر وأمنها القومى.
إنقاذ منظومة التعليم فى مصر، من التدهور الذى تشهده، يحتاج لحملة قومية شاملة تشارك فيها كل مؤسسات الدولة لإنقاذ المجتمع المصرى التعليم والثقافة والكتاب القوة الناعمة لمصر والتى من خلالها نستطيع أن نغزو العالم.