لقد فرحنا لهذا الخبر بأن مصر ستكون خالية من الأمية بحلول 2030 ونتمنى أن يكون خبرا حقيقيا، فمنذ أن أعلنت ثورة 23 يوليو 1952 أن أحد أهدافها هو محو الأمية التى كانت منتشرة بشدة آنذاك شهدت مصر فترات اهتمام بهذا الموضوع وفترات فتر فيها الاهتمام لأسباب مختلفة، ولكن الآن يدُب فينا الحماس من جديد ففى إطار الاحتفال باليوم الدولى لمحو الأمية، نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصرى رسما بيانيا توضيحيا جديدا «إنفوجراف» بعنوان «مصر خالية من الأمية بحلول عام 2030». ويأتى احتفال هذا العام تحت شعار «محو الأمية من أجل تعافٍ محوره الإنسان : تضييق الفجوة الرقمية».
ورصد الإنفوجراف أرقاما عالمية فى ملف محو الأمية منها: تأثر 1.09 مليار طالب سلبا وتعطله عن التعليم نتيجة لإغلاق المدارس لتفشى فيروس كورونا، ومحليا، وصلت نسبة الأمية وفقا لتعداد 2017، 25.8٪. ولذا وضعت الحكومة خطتها فى إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى البلاد، لتقليص تلك النسبة 2022/2021 لتصل 17.5٪. ونجحت مصر فى محو أمية 410 آلاف شخص من إجمالى عدد الأميين خلال 2020/ 2021. والذى أرى أنه رقم ضعيف جدا أمام العدد الكلى من الأميين الذى قارب العشرين مليون. وتبذل مصر جهودا حثيثة فى ملف محو الأمية وذلك من خلال: استثمار طلاب الجامعات الشباب بالتعاون مع الجهات المختصة، والنجاح فى تحرير 123 ألف شخص من الأمية حتى الآن. الشريحة التى علينا التركيز عليها هما الشباب والمرأة، لأن الشباب هم مستقبل البلاد والمرأة هى مدرسة لأبنائها وعائلتها ورغم أن الدولة تبذل جهدا كبيرا لمحو الأمية إلا أن كثيرون بسبب أميتهم وعدم أدراكهم وبحثهم عن العمل يتهربون من محو أميتهم. لذا على الدولة أن تجد حلا لهذا التهرب وإجبار الشباب والسيدات محو أميتهم فى أسرع وقت ممكن، كذلك العمل على رفع الوعى خاصة للبسطاء من خلال التعليم وأجهزة الإعلام المختلفة التى يجب أن تُجند نفسها لهذا الهدف السامى. فلا يجوز ونحن ندخل فى الربع الثانى من القرن الـ21 أن يكون بيننا أمى واحد خصوصا فى الشريحة السنية الاكثر أنتاجا وأبداعا.