برودة روسية: محاولات رئيس الحكومة إصلاح العلاقات مع الرئيس الروسى باءت بالفشل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:28 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

برودة روسية: محاولات رئيس الحكومة إصلاح العلاقات مع الرئيس الروسى باءت بالفشل

نشر فى : الأحد 11 نوفمبر 2018 - 11:20 م | آخر تحديث : الأحد 11 نوفمبر 2018 - 11:20 م

على الرغم من إسقاط طائرة التجسس الروسية، فإن العلاقات مع بوتين شكلت رصيدا مهما فى سياسة نتنياهو الخارجية. بينما منذ سقوط طائرة الأليوشن، الروس غاضبون. ليس فقط بسبب الطائرة بل لرفض إسرائيل إعطاءهم مهلة إنذار 12 دقيقة [قبل شن إسرائيل هجوما على أهداف]. «ما السبب الذى يدفع الروس إلى الجنون؟»، يقول صحفى روسى: «إنها التسريبات الإسرائيلية بشأن استمرار الهجمات فى أجواء سورية». وبحسب كلامه: «ليس من المستبعد أنهم فى موسكو كانوا سيلتزمون الصمت لو أن الهجمات التى جرت منذ إسقاط الأليوشن بقيت سرا. وحتى الآن لم يقل السوريون كلمة علنية عن هجمات إسرائيلية، كى لا يحرجوا الروس. لماذا لا تغلقوا فمكم فى إسرائيل؟». وفى رأى الصحفى، التسريبات تهين الكرملين. وفى تقديره أيضا أنهم يشكّون فى موسكو فى أن «المصدر الرفيع المستوى» الذى تقتبس كلامه وسائل الإعلام هو نتنياهو نفسه أو أحد المقربين منه.
بعد القطيعة التى نشأت حاول نتنياهو قبل شهر استغلال يوم ميلاد بوتين لمعاودة الحوار بينهما. اتصل به ليتمنى له حظا طيبا ويتحدث عن الوضع. وعلى ما يبدو كان الحديث جيدا. وفى جلسة الحكومة التى أعقبته بشّر نتنياهو الوزراء بأنه سيلتقى بوتين قريبا. لكن مرت ثلاثة أسابيع، ولم يسارع الكرملين إلى تحديد موعد. لذلك رأى نتنياهو فى مؤتمر باريس فرصة ملائمة للقاء. فهو لن يضطر للذهاب إلى موسكو أو سوتشى، وبوتين لن يضطر لأن يستقبله كضيف. وبما أن من المتوقع أن يجتمع بوتين بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى باريس، لماذا لا يجتمع هو أيضا به هناك.
فى مكتب رئيس الحكومة بدأوا بتحريك العملية. أرسل نتنياهو مستشاره للأمن القومى مئير بن ــ شبات كى يجتمع بنظيره الروسى نيكولاى بتروشيف، لكن لم يتم الاتفاق على شيء. ثم أعلن ترامب عن إلغاء اجتماعه ببوتين فى باريس. فى تلك المرحلة صار واضحا أنه ليس من المناسب أن يتبهدل نتنياهو فى مسعاه إلى اللقاء، وبدأ مقربون من نتنياهو بالحديث عن أن نتنياهو يفضل عموما التنازل عن باريس، على الرغم من وجود عدة أسباب غير اللقاء مع بوتين لحضور المؤتمر. إذ كان قد بدأ منذ فترة من وراء الكواليس حوار إسرائيلي ــ فرنسى يتعلق بالشأن الإيرانى، بين أمور أُخرى. فى الصيف الماضى نقل الموساد إلى الحكومة الفرنسية معلومات حساسة عن محاولة إيرانية للقيام بهجوم على مؤتمر لناشطين فى المعارضة الإيرانية فى باريس. وكان من المفترض أن يشارك فى المؤتمر جون بولتون مستشار الرئيس ترامب للأمن القومى. وقد أُحبط الهجوم بفضل المعلومات الإسرائيلية، ونقل الفرنسيون رسالة واضحة إلى إيران بأنهم لن يتساهلوا مع حدوث عمليات إرهابية على أراضيهم. فى إسرائيل تأملوا بأن لدى قصر الإليزيه الآن تفكيرا مختلفا فى شأن الحكمة من استمرار بقاء الاتفاق النووى مع إيران.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن لدى ماكرون مبادرة سلام خاصة به، وبين المدعوين إلى مؤتمر الزعماء ــ مؤتمر باريس للسلام ــ هناك رئيس السلطة الفلسطينية أبومازن. المعلومات الأولية عن المبادرة الفرنسية سُربت قبل أسبوعين فى نقاش مغلق فى لجنة الخارجية والأمن. فقد حذر رئيس الجهاز السياسى فى وزارة الخارجية، ألون أوشبيز، فى أثناء مثوله أمام اللجنة من أنه «إذا لم يعرض ترامب خطته للسلام خلال الأسابيع القادمة بعد الانتخابات النصفية للكونجرس فإن الفرنسيين سيقدمون خطتهم». وفعلا، بعد أسبوع من مثول أوشبيز أمام اللجنة وصل إلى إسرائيل نائب مستشار الأمن القومى فى الإليزيه، أورليان لو شوفالييه، لإجراء محادثات فى القدس ورام الله بشأن استئناف عملية السلام. وقد اجتمع لو شوفالييه بنظيره الإسرائيلى، والتقى بصائب عريقات فى رام الله.
فيما بعد يتضح أنه ليس لماكرون مبادرة سلام فقط، بل إن ماكرون ونتنياهو يجريان حوارا فى هذا الموضوع. وفى الإمكان أن نتعرف على ماهية هذا الحوار من خلال رد السفارة الفرنسية، كما نشرته «هاآرتس»، بعد تسريب تحذير أوشبيز والذى جاء فيه: «ماكرون ونتنياهو بينهما علاقة ثقة، ويتحدثان بصراحة عن أى موضوع». ويتضح، أنه بالإضافة إلى العلاقة المأزومة ببوتين، لنتنياهو علاقة معقدة بماكرون.
وبحسب التقارير استغلت إسرائيل زيارة الموفد الفرنسى كى ينقل رسالة إلى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى مفادها أن على الحكومة اللبنانية أن تضع حدا لمصانع الصواريخ التابعة لحزب الله، وإلاّ فإن الحكومة الإسرائيلية ستحل المشكلة بنفسها.

فازيت رافينا
مكور ريشون

التعليقات