لايزال الأمر ملتبسا فيما يتعلق بقضية أراها تمس وجدان الوطن وتعكر صفو كل النوايا الطيبة فى قلوب أصحاب الهمة من المصريين الذين يسعون عن طيب خاطر ورضا إلى دعم دور الدولة فى توفير سبل العلاج لغير القادرين من أبناء وطنهم هؤلاء الذين يتمتعون بشعور عميق بالمسئولية تجاه إخوة لهم يعيشون على ذات الأرض ويؤمنون بحقهم فى العلاج والشفاء والصحة لا يدفعهم إلى ذلك إلا وطنية خالصة ورغبة أكيدة فى فعل الخير: وجهان لعملة واحدة يتعاملون بها مع مجتمعهم.
انتقلت القضية من مرحلة التحقق من هول مفاجأة وتفاصيل وقائع إلى معركة جانبية بين النيابة والمجلس الأعلى للصحافة وكان على رئيس المجلس أن يمثل أمام النائب العام متهما باغتصاب سلطة ليست من حقه.
حتى اللحظة أنا أعانى من تداعيات ما بعد الصدمة وهو أمر جد خطير يعرفه بلا شك الملم بدراسات النفس البشرية.
لا أخفى أننى قد أيدت قرار حظر النشر لكنى فى ذات الوقت تمنيت بصدق أن يحال الأمر بالفعل لسلطة مطلقة منزهة عن الهوى تفصل فى الأمر وتكشف كل الحقائق ليس هذا على الإطلاق يجعلنى ضد حرية الصحافة بل على العكس تماما ما يحدث الآن فى بلادى وما يجرى من وقائع لا يختلف عما يجرى من أحداث مخاض فى رحم يكاد ينفجر ليودى بحياة الأم والمولود معا.
بثرات الفساد تنفجر فى كل مكان بلا هوادة كان لنا أن نحتملها ونعتبر ما يحدث بالفعل ظاهرة صحة إلا تلك.
مستشفى لعلاج سرطان الأطفال بالمجان من يتخيل أن الفساد يصل إليها ضربة بالفعل موجعة للعمل الاجتماعى والنوايا الطيبة ومشاريع الخير تمنيت بالفعل أن يحظر النشر إلا فى القرار النهائى الذى يعلن على الملأ بشفافية.. إما براءة ساحة العاملين بالمستشفى لتطمئن قلوب الناس وإما إدانة لهم أيضا لتطمئن قلوب الناس إلى أننا نعيش فى دولة يسود فيها العدل ويتسيد القضاء أما التشهير والتزييف ونار الله الموقدة فى إعلام فقد صدقه وانتهت صلاحية مصداقيته فهذا ما يجب بالفعل أن يتوقف تماما.
لا يهم أن يوقف النائب العام أو رئيس أى مجلس.. ما يعنينا حقا أن يعود للإعلام ضمير واع يسهم فى إعادة بناء هذه الأمة.
رغم كل تلك الغيوم التى أحالت سماءنا فى الأسابيع الماضية إلى فضاء قاتم خاصمته الشمس واختفت عنه النجوم كان الخير نهرا مازال يسعى فى معهد القلب القومى.
< اجتمع لدى ستة من الأصدقاء منهم من يعيش بيننا ومنهم من يعيش بعيدا وقلبه معلق بالوطن: جمعهم حب الخير والرغبة فى مساعدة أكبر مؤسسة خدمية فى مصر لعلاج أمراض القلب فسددا مبلغا يقارب النصف مليون جنيه مصرى ثمنا لجهاز كى الضفيرة العصبية الذى ينتظره عشرات من المرضى.. بدأ العمل بالجهاز فى نفس اليوم بقسم الإلكيترو فسيولوجى بلا ضجيج أو إعلانات، لم يدخل خزينة المعهد مليم واحد هم سددوا المبلغ بشيكات مباشرة منهم للشركة وأحدهم دفع نصيبه نقدا للشركة.. دخل الجهاز عهدة المعهد فأصبح ملكا للمرضى بالفعل بالمجان يعالجون به وفقا لحالة كل منهم لا بقيمة ما يقدر على سداده.
< تقدمت سيدة شابة تسألنى عما إذا كان يمكن أن أساعدها فى تأثيث عيادة لأمراض القلب بحى السيدة زينب ذهبت معها لأرى إمكانية تحويلها لعيادة خارجية لمعهد القلب رغم أننى لم أدرس بعد شرعية الأمر، هى تملكت تلك الشقة من والدتها التى أرادت لها أن تستغلها فكان أن فكرت فى أن تهديها لله سبحانه بتلك الطريقة وتمنت على أطباء معهد القلب أن يشاركوها هذا العمل الوطنى الإنسانى.
معالى وزيرة الصحة: كل هؤلاء نشيد بلادنا القومى هو إيقاع أعمالهم ليسوا بحاجة لسماعه فى كل صباح حتى يرفعوا أيديهم بالتحية.. أيديهم هنا ممدودة دائما للعمل وتحية العلم فى آن واحد تفضلى إذن بالعمل.