فى إسرائيل يقولون كفى.. ماذا وراء التصريح الاستثنائى لرئيس الموساد؟ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:08 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى إسرائيل يقولون كفى.. ماذا وراء التصريح الاستثنائى لرئيس الموساد؟

نشر فى : الأربعاء 13 سبتمبر 2023 - 9:20 م | آخر تحديث : الأربعاء 13 سبتمبر 2023 - 9:20 م
القصة المركزية وراء التصريح الاستثنائى لرئيس الموساد دافيد بارنيع، هى الارتفاع فى التحذيرات من محاولات تعرض إسرائيليين فى الخارج لهجمات. حتى أن بعض هذه التحذيرات يتركز فى دول محددة. وفى مقابل هذا التهديد، يقومون فى إسرائيل بنوعين من الخطوات: أولا، وبصورة مستمرة ــ العمل مع أجهزة استخبارات محلية، تساعد على إحباط العمليات والخلايا «الإرهابية»؛ وثانيا، ما سمع الأحد الماضى من رئيس الموساد نفسه ــ تحذير واضح يعكس تغييرا فى المعادلة.

من المهم لإسرائيل أن تقول للإيرانيين إنها تعلم من يقف خلف محاولات تنفيذ العمليات هذه، حتى لو حاولوا التخفى وراء خلايا محلية. فمجرد الكشف عن محاولات تنفيذ العمليات هذه، والوحدات المحددة داخل الحرس الثورى التى تحرك منظومة الإرهاب هذه، يمكن أن يشوش هذه العمليات التى تم التخطيط لها ميدانيا. هذا بالإضافة إلى أن هناك فهما تبلور فى إسرائيل بأن ما يمكن أن يوقف عمليات من هذا النوع، ذات الخطورة الكبيرة، والتى لا يمكن ضمان ألا تفلت واحدة منها من أجهزة الأمن، هو تمرير رسالة مباشرة لمن يقف على رأس النظام فى إيران: انتبهوا، أنتم أيضا أهداف. حتى أنتم لستم محصنين، ويمكننا إلحاق الضرر بكم أينما كنتم.

الهدف هو ردعهم عن الاستمرار فى هذا الاتجاه الذى ينشغلون به خلال الآونة الأخيرة: محاولة الانتقام مما نجحت إسرائيل فى القيام به. منذ وقت طويل يريدون الانتقام، 27 إحباطا خلال العام الأخير فقط، يثبت أنهم مستمرون فى محاولة الانتقام للعمليات التى تنسب إلى إسرائيل فى إيران. وبحسب مصادر إعلامية، فإنهم حاولوا العمل أخيرا فى قبرص، واليونان، وأمريكا الجنوبية، وشمال أفريقيا.

لدى الإيرانيين تفاهمات يجرى بناؤها حيال الولايات المتحدة، وستؤدى إلى إلغاء جزء من العقوبات وتحرير الكثير من الأموال. المليارات التى تم تجميدها حررت. وضعهم فى العالم جيد نسبيا، والعلاقات بينهم وبين الروس آخذة بالتقارب، وثقتهم بأنفسهم تزداد. هذا كله يمنحهم الثقة ــ منحوا الروس سلاحا من أجل الحرب فى أوكرانيا، والآن يتوقعون أن تدفع موسكو المقابل: تكنولوجيا متطورة مرتبطة بالنووى والصواريخ. حتى أن ثقتهم المتزايدة بأنفسهم تؤثر فى المجال النووى: يسمحون لأنفسهم بالتقدم فى المواقع التى تخوفوا سابقا من التقدم فيها. يجمعون كمية أكبر من اليورانيوم المخصب لأن الرقابة عليهم تراجعت. هذه الأمور كلها، إلى جانب الجرأة المتزايدة لدى إيران، تخلق ظروفا خطرة جدا بالنسبة إلى إسرائيل.

لذلك، تقف إسرائيل على أقدامها وتعلن.. كفى. التهديد الذى وجه مباشرة إلى القيادة الإيرانية يوضح لهم أنه من الممكن أن يدفعوا ثمن هذه السياسة شخصيا.

نير دفورى
مراسل إسرائيلى قناة N12
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

 

التعليقات