أحزاب المعارضة الباسلة - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 4:55 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحزاب المعارضة الباسلة

نشر فى : الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 9:13 ص | آخر تحديث : الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 9:13 ص

 لا يمكن النظر إلى قرار وقف خدمة بث الأخبار القصيرة على أجهزة الموبايل بمعزل عن سلسلة طويلة من الإجراءات بدأت ولن تتوقف تفضى كلها إلى تآكل ما أطلق عليه «هامش الحريات» فى مصر والذى طالما تغنى به مطربو العصر باعتباره غير مسبوق فى التاريخ.

وأكرر أن محصلة وضع سلسلة التدخلات الخشنة من جانب النظام فى مصر بجوار بعضها ستكون فى النهاية شكلا لأقلام مكسورة وأفواه تئن تحت أشرطة لاصقة من النوع الثقيل، أو خرائب إعلامية ينعق فيها البوم، وكما تعلم أو لا تعلم فإن البومة لا تبدأ فى الطيران إلا بعد أن يحل الظلام.

كما لا يمكن الفصل بين هذه الرغبة الجامحة فى التهام ذلك الهامش الديمقراطى غير المسبوق أو حرقه، وبين بدء العد التنازلى لدوران طاحونة الانتخابات البرلمانية المقبلة، حتى وإن أقسموا بالله جهد أيمانهم أن الهدف هو التنظيم والترشيد ومحاصرة جيوب الفتنة التى تهدد السلم الأهلى.

لكن الجديد هذه المرة أن الحكومة تضيق الخناق وتقلص مساحات البراح وتسكت الديوك عن الصياح عبر وكلائها من بعض رجال المعارضة البواسل، أو من بعض من يصنفون كرموز للمجتمع المدنى، وتلك فكرة جهنمية تحقق للحكومة عدة مكاسب أهمها أنها من ناحية تظهر فى ثوب الملاك البرىء الطاهر الذى لا تمتد يده إلا بالورود والفسائل، ومن ناحية أخرى تضمن حدوث تصدعات وانشقاقات وانهيارات مدوية فى تربة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى.

وما يجرى الآن من معارك داخلية فى حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين ليس إلا حصادا يانعا لما زرعه ذلك الرجل الكبير الغامض الخفى والذى لا يظهر إلا مع إسدال ستار نهاية العرض، فالحزب الذى يهيمن عليه رجل الإعلام الدكتور السيد البدوى يشهد ما يمكن تسميته ظاهرة «العائدين من الوفد» مع تطاير الاستقالات من وفديين أصلاء ووفديين مستحدثين، والأمر ذاته داخل جماعة الإخوان حيث يستعر الصراع وتتطاير الاتهامات بين المحافظين والإصلاحيين بشأن الموقف من المشاركة فى مهزلة الانتخابات البرلمانية المقبلة.

والحاصل أنه فى ظل هذا الضباب الكثيف ــ المتعمد ــ تختلط الأمور وتتعقد على نحو تجد فيه صعوبة حقيقية فى تحديد صاحب الأصابع التى تعبث بعديد من الملفات، حيث تنتفى الحدود الفاصلة بين ارتكاب الجرائم ضد الديمقراطية بشكل مباشر أو ارتكابها بالإنابة من خلال الوكلاء والوسطاء، بينما يبقى دوما هناك رجل كبير يقف ضاحكا وراء الكواليس وهو يشاهد العفاريت التى حضرها تنجز مهامها بنجاح ساحق.

وائل قنديل كاتب صحفي