المشروع القومى - أحمد مجاهد - بوابة الشروق
الإثنين 6 يناير 2025 11:28 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المشروع القومى

نشر فى : الإثنين 13 ديسمبر 2010 - 12:23 م | آخر تحديث : الإثنين 13 ديسمبر 2010 - 12:23 م

 أكدت لى تعليقات الأصدقاء على مقالى السابق الذى تحدثت فيه عن أغنية «ست تريزا وجوزها بشاى» ودور الفن فى معالجة الاحتقان الطائفى وعى المثقفين بخطورة المشكلة وإدراكهم العميق للمسئولية الملقاة على عاتقهم.

وكان أول هذه التعليقات من مخرج الأغنية الفنان عصام ستاتى الذى أوضح أن العمل لم يكن قفزة وحيدة فى الهواء، لكنه كان لبنة فى مشروع كبير يحمل عنوان «قافلة المودة» ويقوم بالكامل على الجهود الذاتية، وقد أنتج هذا المشروع خمس أغنيات تجوب بها القافلة المناطق الملتهبة وبخاصة فى صعيد مصر لتقدمها فى أمسيات ثقافية فنية متكاملة.

ومن بين هذه الأغنيات أغنيتان من تلحين فتحى الخميسى وتأليف أحمد الخميسى الذى يقول فى واحدة منها:
شفت بلادى بطول الوادى
جرجس كتفه فى كتف حسين
فاطمة بتضحك مع مادلين
شفنا جنود وبقلب أسود
لما تجود وف يوم موعود
دمها واحد مش دمين

ومنها أيضا أغنية «زلزلينا» لحن وغناء أشرف السركى وكلمات الشاعر ماجد يوسف الذى يقول فى نهايتها:
جمعينا فى كل أرضك لملمى طولك وعرضك
كل مصرى يلبى فرضك يوم ما هتنادى لنا
الهلال حاضن صليبك وحدتك يا طيبة طيبك
عيسى ومحمد حبيبك والقبطى والمسلم أنا

كما أن القافلة لم تكن تعتمد فى جولاتها على هذه الأغنيات الخمس فقط، بل كانت تقدم أيضا ما يناسب أهدافها من تراث الأغانى الهادفة التى لا يعرفها الجمهور العادى أيضا لغيابها عن ميكروفونات الإعلام، مثل أغنية «ولا غِنا ولا صيت» ألحان إبراهيم رجب وكلمات الرائع فؤاد حداد الذى يقول فيها:
ولا تتخلَّق.. ولا تغضب يوم غير لو نتفرَّق
اسمك اسمى، جرحك جرحى
بنى آدم جرحى ودوايه

وأغنية «فى حب مصر» لحن عدلى فخرى، وكلمات الشاعر سمير عبد الباقى الذى يقول فيها:
بحب صوت الكنايس واعشق هديل الآدان
يا قلبى كون ألف فارس تحرس عشوش اليمام
شلنا زعف النخل شلنا فانوس رمضان
كلنا الكحك بسكر والبيض الألوان
وغطسنا فى غطاسها وقرينا القرآن

هذا بالإضافة إلى تعليقات أخرى كثيرة مهمة اخترت منها تعليقين فقط لشاعرين متميزين، الأول الصديق محمد كشيك الذى علق بقصيدة يقول فى نهايتها:
وحياة رب القدره من غير أى مبادرة
باعشق موت العدرا وباعيش مع ميخائيل
مادنه تحب كنيسه ومحمد أو عيسى
كلنا فى الترويسه جيل ورا جيل ورا جيل
والآخر للصديق محمد بهجت الذى علق بقصيدته «العلم» التى يقول فى نهايتها:
نحلف نصونه وف قلوبنا نحفظه
وهو أول درس مفروض نحفظه
مسلم مسيحى كلنا نحيى العلم
والأصل واحد عمر حد ما قسمه
حيوا الجميل اللى أيدينا بترسمه

إذن فالكلمات موجودة، والألحان متوفرة، والزهد فى المال مطروح مقابل الرغبة الصادقة فى أداء رسالة سامية. ولا مبرر لإشاعة عبارات مثل عدم وجود أغنيات راقية، أو ضخامة تكاليف الإنتاج، أو الجمهور عايز كده، فما يريده الوطن أهم كثيرا مما يريده السوق.

وإذا كنا نحتاج إلى مشروع قومى نلتف حوله غير مباريات المنتخب القومى لكرة القدم، فليس أفضل من ملف الوحدة الوطنية، لأنه أخطر الملفات التى تواجه المجتمع الآن من زاوية، ولأنه لا يمكن البدء فى مشروع قومى آخر قبل التأكد من صد كل المحاولات المغرضة لإحداث هذا الشرخ فى بنية ووجدان المجتمع المصرى.

والخطاب موجه لجميع الأطراف، المسيحيين قبل المسلمين فالتعصب العنيف قد أصبح سلوكا سائدا، والشعب ومؤسسات المجتمع المدنى قبل الحكومة فالمسئولية أصبحت مشتركة، ولا علاج بالمسكنات بل يجب أن نكشف صادقين عن جذور المشاكل ونتكاتف من أجل اقتلاعها.

التعليقات