اجترار جمال الكلاسيكو - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 15 يناير 2025 4:08 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اجترار جمال الكلاسيكو

نشر فى : الثلاثاء 14 يناير 2025 - 6:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 يناير 2025 - 6:20 م

 ** كشف كلاسيكو السوبر الإسبانى أهمية المهارة الفردية فى الكرة الجديدة، وهى كانت موجودة وظاهرة فى الكرة القديمة، بمساحتها، ووداعتها، ولطفها. لكن المهارة الفردية باتت الآن واليوم سلاحًا نوويًا فى كرة القدم التى أصبحت أكثر  تعقيدًا وهو ما عبر عنه الكاتب والأديب جون لانشستر: «إن كرة القدم الجيدة لعبة صعبة، وكرة القدم الجيدة لعبة جميلة، وكلاهما الصعوبة والجمال مرتبطان وترى الصعوبة فى التكتيك الجماعى المطبق بمنتهى الدقة وحين ترى هذا التكتيك الجماعى الصعب يطبق بمهارة وفن يزداد الإعجاب».

** هذه هى كرة مانشستر سيتى، وكرة ريال مدريد، وكرة برشلونة، ولو أعدت مشاهدة مباراة السوبر الإسبانى باستاد الجوهرة المشعة فى جدة، سوف ترى ترجمة حرفية لأهمية تعزيز الفريق بمهارات فردية تملك الحلول. وتلك المهارة هى السيطرة على الكرة، واستلامها وتمريرها وتسديدها والمرواغة بها، والمرور بها، وامتلاك سرعة الجرى والخفة والرشاقة والمرونة، والطاقة البدنية الكبيرة، والقوة الجسمانية حتى لو كنت لاعبا قصيرا، فتلك القوة تعرف بثبات القدمين.

** انظروا إلى الأهداف السبعة، انظروا إلى المهارات الفردية المتنوعة، بعد تقدم الريال بهدف مبابى فى الدقيقة الخامسة، تبادل لاعبو برشلونة الكرة بأربع تمريرات سريعة ومباشرة (لمسة ليفاندوفيسكى) إلى لامين يامال الذى رواغ وسجل، وفى نفس اللحظة تحرك ليفاندوفيسكى عكس حركة يامال، مما أربك دفاع الريال. وسجل ليفاندوفسكى فى الدقيقة (36) من ضربة جزاء. والتسديدة بقوة فى زاوية أمام حارس عملاق هو كورتوا. ثم قدم كوندى الظهير الأيمن درسًا فى براعة التمريرة العكسية الطويلة إلى رأس رافينيا ليسجل بضربة قوية هدفا جميلا فى الدقيقة (39) ثم عاد رافينيا بختام هجوم كاتالونى مضاد خاطف بدأه لامين يامال بالتمويه والمرواغة من نصف ملعبه فى الدقيقة (45) وراوغ رافينيا لاعب الوسط فالفيردى ببراعة وقام بمناورة بديعة ومرر الكرة إلى أليكس بالدى القادم بسرعة الطائرة من الخلف وسجل فى الدقيقة (45). والهدف درس مهارى فى الهجوم المضاد، وليس بلاعب واحد، وإنما بلاعبين أو ثلاثة. وأخيرًا سجل رافينيا هدفه الثانى فى الدقيقة (48) بهجوم مضاد آخر بتمريرة عميقة وطويلة ومباشرة إلى رافينيا الذى مارس هوايته فى التلاعب بمدافعى الريال. وسجل بينما كانت مهارة مبابى حلا أحرز به هدف المباراة الأول فى الدقيقة (5) وانظر كيف راوغ وكيف تحركت قدميه بخفة ورشاقة كراقص قبل أن يسدد بقوة. بينما أحرز رودريجو فى الدقيقة (60) هدف الريال الثانى من ضربة حرة مباشرة برازيلية الطراز.

** حصل رافينيا، على لقب أفضل لاعب،  فعل كل شىء فى المباراة بما فى ذلك حمل الحقيبة الطبية لريال مدريد إلى خط التماس عندما بدأوا فى تضميد كاحل مبابى فى منتصف الملعب.

** كان هذا هو الكلاسيكو المثالى لبرشلونة على مسافة خمسة آلاف كيلومتر فى جدة. وبفوز الفريق الكتالونى ببطولة السوبر، يكون قد حقق أول ألقابه بعد غياب عامين. وهى الهزيمة الثانية التى يتعرض لها ريال مدريد أمام برشلونة فى الموسم، بعد رباعية أكتوبر الماضى. والغريب أنه منذ ذلك الحين، انهار برشلونة وانتعش مدريد. خسر فريق فليك ثلاث مباريات على أرضه على التوالى، ضد لاس بالماس وليجانيس وأتلتيكو، وحقق فوزًا واحدًا فى الدورى فى سبع مباريات. ولم يخسر فريق كارلو أنشيلوتى فى ثمانى مباريات فى جميع المسابقات؛ حيث فاز فى سبع مباريات وسجل ثلاثة وأربعة وخمسة فى آخر ثلاث مباريات. وكان الفوز فى ذلك الوقت قد وضع برشلونة فى الصدارة، متقدمًا بست نقاط على مدريد مع مباراة مؤجلة؛ الآن أصبحوا فى المركز الثالث، بخمس نقاط خلف، وست نقاط خلف أتليتكو المتصدر الذى أكمل  فوزه الرابع عشر على التوالى.

**  قال مودريتش بعد هزيمة السوبر: «ليس من اللطيف أن يسجل منافسك تسعة أهداف فى مباراتين». كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ: بعد تقدمه 5/1. كما اعترف مانويل جابوا، مؤلف نشيد مدريد، بأنه «شعر بالراحة لعدم زيادة الأهداف الكتالونية». وفى نهاية كأس السوبر، همس رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز فى أذن لوكا مودريتش «كان علينا أن نخسر نهائيًا فى وقت ما، أليس كذلك؟» ووافق الكرواتى. وقال لكاميرات التلفزيون: «إذا كان علينا الاختيار، فأنا أفضل أن يكون هذا هو يوم الخسارة ؟!».

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.