فرش المتاع - أحمد مجاهد - بوابة الشروق
الإثنين 6 يناير 2025 10:52 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فرش المتاع

نشر فى : الإثنين 14 مارس 2011 - 10:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 14 مارس 2011 - 10:11 ص

 فرش المتاع فى القاموس العسكرى يتمثل فى قيام الجندى بفرش مهماته أمام قائده حتى يتمكن من مراجعتها والتفتيش عليها، ولما كنا فى وقت مشوش يسمح لأى شخص بإطلاق التهم على الآخرين جزافا أو من أجل مصالح أو أحقاد شخصية، وكانت أبشع هذه التهم فى عصر الثورة هى الانتماء للحزب الوطنى، فاسمحوا لى أن أوضح مواقفى السياسية الحاسمة لمن يتناساها أو لمن لا يعرفها.

يعلم الجميع أننى لم أكن عضوا فى الحزب الوطنى فى يوم من الأيام، كما يدعى بعضهم اليوم، وهناك الكثير من الأحاديث الصحفية التى ذكرت فيها هذا صراحة. وبالتالى فأنا لست عضوا فى لجنة السياسات التى لا أعرف أين هى أساسا، كما أننى لم ألتق بالسيد جمال مبارك قط ولو مصادفة فى سرادق عزاء. وعندما جمع الدكتور إسماعيل سراج الدين فى أثناء إعداده الورقة الثقافية لمؤتمر الحزب الوطنى الأخير بعض الشخصيات من المهتمين بالعمل الثقافى من داخل الحزب وخارجه للقاء رئيس لجنة السياسات لم أكن من بينهم والحمد لله.

أما آرائى السياسية التى هى أبعد ما تكون عن آراء وسياسات الحزب الوطنى فيعرفها طلابى جيدا الذين أدرسهم بآداب عين شمس منذ 1986، كما تسجلها كتبى ومقالاتى وآخرها مقالات الشروق الأسبوعية منذ صدورها، والتى لم أذكر فيها قط اسم الرئيس وأى فرد من أفراد عائلته، وكان التعرض خلالها للوزراء والمحافظين لا يأتى إلا للنقد، كما فعلت مؤخرا مع حبيب العادلى فى مقتل سيد بلال، ومع محافظ الجيزة فى أحداث الفتنة الطائفية بمحافظته، وكان هذا كله قبل الثورة طبعا.

أما المؤسسة الثقافية التى أشرف برئاستها فقد تطهرت تماما خلال السنوات التى عملت بها من سيطرة الحزب الوطنى وأصبحت مفتوحة لكافة التيارات الثقافية والسياسية، حتى إننى قد حرصت على تعيين أحد القيادات الممتازة مديرا عاما أيام كنت وكيلا للوزارة، ثم وكيلا للوزارة بعد رئاستى للهيئة على الرغم من اعتراض أمن الدولة بحجة أنه عضو بحركة كفاية.

ويكفى أن الدكتور سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربى قد شكانى قبيل الانتخابات الأخيرة لوزير الثقافة بحجة مساندتى لمرشح المعارضة الصحفى مصطفى بكرى وفتح أبواب قصر ثقافة عين حلوان له، وأصر على إلغاء ندوته، فأصدرت قرارا مكتوبا بمنع كل المرشحين من الاشتراك فى ندوات الهيئة العامة لقصور الثقافة لحين انتهاء الانتخابات، وقد منعت بالفعل ندوات الدكتور مصيلحى بالشرقية، والدكتور سرور بالسيدة زينب الذى طلب مدير مكتبه منى إخلاء القصر من الأنشطة ثلاثة أيام بالأسبوع لعقد اللقاءات السياسية مع الجماهير.

ويشهد نواب المعارضة فى المجلس الأسبق أننى كنت أساوى بينهم وبين نواب الحكومة فى الحقوق والواجبات، كما اعترف بهذا السيد محسن راضى القيادى الأخوانى البارز الذى ساعدنى كثيرا فى رفع ميزانية أنشطة الهيئة فى عاميين متتاليين، وكان واحدا من أكبر المدافعين عن قصور الثقافة تحت قبة البرلمان.

أما مطبوعات الهيئة فكانت تنشر الكتب الدينية الإسلامية وكتب التراث المسيحى وكتب الأدب والفكر لمختلف التيارات مع الإيمان الكامل بحرية الإبداع، وقد هاجمنى بعض الأدباء لنشر الأعمال الكاملة لأنسى الحاج لأول مرة بالوطن العربى بحجة أن بها ما يخدش الحياء، كما تم تحويلى لنيابة أمن الدولة العليا طوارئ بسبب إعادة نشر ألف ليلة وليلة فقمت على الفور بإعادة نشرها مرة ثانية مصدقا لإيمانى بحرية التعبير.
ولم يصدر فى وجودى كتابا واحدا عن الرئيس السابق أو أفراد عائلته على الرغم من ورود كتب من هذه النوعية يطلب أصحابها نشرها بالهيئة فى كل يوم، وآخرها كتاب «صنع القرار السياسى فى مصر..عصر مبارك نموذجا» للدكتور صلاح بيومى الذى نشره بالهيئة عام2005 ثم استكمل الإنجازات حتى عام2010 وطلب إعادة نشره، فرفضت بحجة سبق النشر.

أما عضويتى فى اللجنة العليا للقراءة للجميع التى كانت ترأسها السيدة حرم الرئيس السابق فهى أولا عضوية بحكم الوظيفة، وثانيا اجتماعاتها بدون مقابل، وثالثا كنت أحاول أن أقدم خلالها ما يمليه على ضميرى الوطنى وسأكتفى بآخر مواقفى فى الاجتماع الذى ترأسه السيد أنس الفقى لمناقشة الجديد الذى يمكن تقديمه فى الاحتفال بمرور عشرين عاما على القراءة للجميع، فاقترحت أن يتحول اسم المشروع إلى «القراءة والكتابة للجميع» فى إطار مشروع قومى لمحو الأمية تقوم فيه هيئة قصور الثقافة بدور بارز، فرفض الفقى الاقتراح بحجة أن مشروعا مثل هذا غير مضمون النجاح وبالتالى لا يمكن ربطه باسم السيدة الأولى، فى حين اقترح آخر فى الاجتماع نفسه منحها الدكتوراة الفخرية وكان له ما أراد.

وبالمناسبة فإن مشروعات مثل مكتبات مبارك العامة وجمعية الرعاية المتكاملة ومكتبة الأسرة، من المشروعات الثقافية المهمة التى يجب المحافظة عليها وإعادة هيكلتها فى إطار وطنى بعد تفريغها من الطابع الدعائى.

كان هذا فرش متاع سياسى لمن يعرف قبل من لا يعرف، وأحرص فى نهايته على تأكيد أننى لم ولن أكون عضوا فى أى حزب سياسى لإيمانى العميق بأن المثقف الحر يجب أن يكون فوق كل الأحزاب.

التعليقات