فى مطلع الأسبوع انتهت المعركة الانتخابية فى اليونان بانقلاب سياسى. حزب «سيريزا» الذى تولى السلطة خلال السنوات الأربع الأخيرة، والذى يُعتبر حزبا يساريا متطرفا، استُبعد وحل محله حزب اليمين المحافظ «الديمقراطية الجديدة».
فى العقد الأخير، ومنذ تعرضهم لأزمة اقتصادية، اعتاد اليونانيون تصديق الوعود الانتخابية ليخيب أملهم مباشرة بعدها، كما اعتادوا تغيير الحكومة مرة كل عدة سنوات. بدأت الأزمة منذ وجود الاشتراكى جورج باباندريو فى الحكم. بعد سنوات حل محله زعيم اليمين أدونيس سمراس الذى استُبدل فى سنة 2015 برجل اليسار ألكسيس تسيبراس. الآن وصل إلى السلطة كرياكوس ميتسوتاكيس المحافظ.
رئيس الحكومة الجديد هو ابن عائلة سياسية مهمة. والده كونستانتينوس، تولى رئاسة الحكومة فى بداية التسعينيات. شقيقته كانت وزيرة الخارجية ورئيسة مدينة أثينا، وشقيقه هو الرئيس الحالى للمدينة.
نتائج الانتخابات كانت قاطعة: حصل المحافظون على 39.85 من الأصوات، وبحسب القانون نالوا «هدية» 50 مقعدا إضافيا (من أصل 300) للمحافظة على استقرار الحكم. وحظى ميتسوتاكيس على أغلبية مطلقة فى البرلمان (158 مقعدا) ولم يعد بحاجة إلى تشكيل ائتلاف. فى اليوم التالى للانتخابات أدى اليمين كرئيس للحكومة، وفى يوم الثلاثاء قدم حكومته التى ضمت كبار أعضاء حزبه وعددا من التكنوقراط.
التحديات التى سيواجهها رئيس الحكومة الجديدة ليست بسيطة. حصل اليونانيون فى العقد الأخير على ثلاثة مشاريع إنقاذ من الاتحاد الأوروبى ومن صندوق النقد الدولى، بلغت تقريبا 300 مليار يورو. على الرغم من ذلك فإن الأزمة الاقتصادية ترفض الاختفاء. البطالة لا تزال مرتفعة جدا والاقتصاد لم ينتعش. على هذا الأساس حُسمت الانتخابات والجمهور يريد نتائج. لقد وعد ميتسوتاكيس بخفض الضرائب، وخلق أماكن عمل، وتقليص القطاع العام الهائل والعمل بالتزامن مع مقدمى القروض لإعادة بناء الاقتصاد.
لنتائج الانتخابات تأثير أيضا فى إسرائيل. علاقات أثينا بالقدس جرى تحسينها بصورة كبيرة منذ سنة 2010، وهى متينة على الرغم من التغير الدائم فى الحكم. هذه العلاقات تتضمن تعاونا أمنيا مهما، من المنتظر أن يتحسن أكثر فى ظل الحكومة الجديدة.
فى سنة 1990 رفع والد رئيس الحكومة الحالية مستوى العلاقات مع إسرائيل إلى مستوى السفراء. ميتسوتاكيس الابن زار فى الأمس إسرائيل وتعهد بتحسين العلاقات أكثر. أيضا وزير الخارجية الجديد نيكوس داندياس الذى شغل منصب وزير الدفاع ووزيرالأمن الداخلى معروف عنه بأنه صديق لإسرائيل.
يمكن أن نتنفس القليل من الصعداء لأن الحزب النازى الجديد «الفجر الذهبى» الذى كان له فى البرلمان المنتهية ولايته 18 مقعدا، لم يستطع اجتياز نسبة الحسم، وبقى خارج التمثيل البرلمانى. هو يطالب بإعادة فرز الأصوات، لكن حظوظ ذلك ضئيلة جدا.