حنان كمال.. الصحفية التى هزمت السرطان - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:31 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حنان كمال.. الصحفية التى هزمت السرطان

نشر فى : الخميس 14 أغسطس 2014 - 7:25 ص | آخر تحديث : الخميس 14 أغسطس 2014 - 7:25 ص

وسط المعارك الصغيرة والتافهة أو حتى القضايا الكبيرة الصعبة، هناك أسطورة مصرية حقيقية اكتشفتها هذه الايام اسمها حنان كمال.

أعرف هذه «البنت الجدعة بحق» منذ كنت اعمل فى جريدة العربى عام 1997، وكانت جريدة الدستور الاصلية والجريئة ــ التى أسسها الصديق ابراهيم عيسى فى اصدارها الاول ــ يتم تجهيزها فى مقر العربى فى شارع ضريح سعد بوسط البلد. يومها عرفت هذه الفتاة الصغيرة المشاكسة وتشع ابتسامتها فى كل مكان.

مرت الأيام وسافرت أنا إلى دبى للعمل، وهى تزوجت من الزميل احمد نصرالدين ثم سافرت إلى الامارات ايضا للعمل وبعد سنوات قليلة اصيب زوجها فى حادثة صعبة للغاية أقعدته تماما.

بعد هذا الحادث بقليل بدأت ادركت المعدن الحقيقى لحنان وأنها بنت بمائة رجل أو يزيد، تحملت بجسارة مسئولية البيت والأسرة والأطفال الثلاثة.

قامت ثورة يناير 2011 فاتخذت الأسرة قرارا جريئا بالعودة والعمل فى مصر الجديدة.

التحقت حنان بقناة «الجزيرة مباشر مصر» للعمل فى فريق الاعداد وعندما رأت ان القناة حادت عن الخط المهنى الذى عملت على اساسه معها، غادرت من دون ضوضاء أو متاجرة كما فعل البعض.

كانت تدرك انها تغامر بهذا القرار، وانها لن تجد عملا بنفس الاجر، لكنها وكعادتها انحازت فقط إلى قناعاتها وضميرها وقلبها غير عابئة بأى حسابات حتى لو كانت حسابات الأكل والشرب والمعيشة.

فجأة وقبل شهور أصيبت حنان بسرطان الثدى، لم تجزع أو تخاف، أو ربما خافت، لكنها اظهرت قوة وشجاعة استثنائية فى التحمل والصبر.

بدا شعرها يتساقط فقررت ان تحلق شعرها زيرو ثم وضعت صورتها على الفيس بوك. بدأت تكتب يومياتها مع هذا المرض اللعين لحظة بلحظة.

كنا نكتب لها احيانا ــ نحن معشر زملائها واصدقائها ــ فتقوم هى برفع روحنا المعنوية.

قبل ايام استضافتها المذيعة المحترمة جدا منى سلمان على قناة دريم. كان لقاء انسانيا مؤثرا، بكيت كثيرا متأثرا بهذه القوة الانسانية والنبل الشديد فى شخصية حنان الذى لم نكتشفه من قبل. هذه الحلقة التليفزيونية الرائعة ــ الموجودة على يوتيوب الآن يمكنها ان تكون افضل درس لمقاومة السرطان قبل كل انواع العلاجات الكيماوية.

الارادة القوية والعزيمة وحب الحياة والبشر هم افضل الاسلحة لمواجهة هذا المرض. ومن حسن الحظ ان حنان تملك من هذه الاسلحة الكثير.

منذ ثلاثة ايام اجرت حنان العملية الجراحية لازالة الورم السرطانى والحمد لله فإن المؤشرات الاولية تدعو للتفاؤل. وهى تحتاج منا جميعا ان ندعو لها ليل نهار بأن يمن الله عليها بالشفاء، لتعود لنا ولأولادها وزوجها وكل محبيها سالمة متعافية.

الدرس العظيم الذى قدمته لنا حنان هو أننا نملك اشياء كثيرة يمكنها ان تعوض اى شىء نفقده حتى لو كانت الصحة.

درس حنان ان الانسان عندما يكون صادقا وقنوعا ومتصالحا مع نفسه ومحبا لمن حوله، يستطيع ان يفعل كل شىء لدرجة ذكرتنى ــ مع الفارق ــ ببطل رواية «الخيمائى» للاديب الكبير باولو كويلهو.

دخلت قبل يومين على صفحة حنان على الفيس بوك لاجد الجميع يتمنون لها الشفاء ويشكروها لانها اثبتت لهم انها تملك شجاعة اسطورية وانها مثل اعلى يمكن ان يلهم الكثيرين.

حنان ألف مليار سلامة وعودى الينا وإلى اسرتك قوية لأننا نحتاج إلى نموذجك الجميل والصادق والنبيل والمحترم.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي