ما بين الترفيه والهوس التكنولوجى - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 5 أكتوبر 2024 7:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما بين الترفيه والهوس التكنولوجى

نشر فى : الأربعاء 15 مارس 2017 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 15 مارس 2017 - 9:25 م

جميعنا يعانى من ضغوط الحياة التى لا تنتهى.. أستذكر عندما كنت أعود من المدرسة أنا وإخوانى نركض لنغير ملابسنا.. وبسرعة البرق.. أتعلمون لماذا؟ لنلعب «الأتارى» أو «البلاى ستيشن»، أتذكرونهما؟ يتصارع بعضنا مع بعض بمن يختار اللعبة قبل الآخر.. ودور من.. وغيرها من الحالات العصبية التى كانت تنتابنا وقت اللعب.. وأمى تهددنا من المطبخ.. ما أجملها من أوقات نرفه بها عن أنفسنا ونحن سعداء لا نخشى شيئا غير دخول والدى لتقفز عيناه جاحظتين، بادئا دخوله بالوعيد بعينيه من دون تدخل أطراف أخرى من جسده.. وبلمح البصر تجدنا جميعا حول مائدة الطعام.. وصمته يكاد يغرقنا تحت الأرض.. إنها الهيبة.
على الرغم من بساطة التكنولوجيا، فإن الخوف علينا كان من الهوس فى اللعب بتلك التقنيات البسيطة، فيتأثر تحصيلنا التعليمى.. ولكن أى هوس وهناك كنترول نخشاه لمجرد أن نسمع دخوله.. إنه والدى حفظه الله وتهديد أمى الحنونة.. ولا ننكر أن هناك حالات من الهوس بالتكنولوجيا رغم بساطتها.. ولكن يبقى الموضوع مقننا لحالات لها أسبابها ولم تصل للظاهرة.
أما اليوم، فحدث ولا حرج.. فهذه الثورة التكنولوجية التى اجتاحت كوكب الأرض.. وأغرقت الناس فى مستحدثاتها التى لا تنتهى.. وفى كل يوم تخرج لنا تقنيات تبهر المستخدمين.. أصبح من مخرجاتها ظاهرة الهوس التكنولوجى.. وكل ما هو جديد يجذبنا لاقتنائه أو استخدامه.. والمشكلة الخطيرة من لا يستطيع السيطرة على نفسه.. ويحتاج إلى وقت فوق الوقت مع الوقت الضائع لهوسه باللعب.. والأخطر أن هوس الألعاب الحديثة أصبح خطرا دق ناقوسه منذ زمن.. والأمور فى حل عن الحل.
والهوس الطاغى على التكنولوجيا الذى قد يصل إلى مرحلة الخطر الكبير، لنستطرد مثالا على ذلك «لعبة البوكيمون جو» وما أدراك ما Pokemon GO التى وصلت خطورتها إلى خصوصية المستخدم، لأن التطبيق يطلب السماح بكل حقوق حساب جوجل.
فلعبة البوكيمون جمعت بعد عناء شديد بين العالم الافتراضى والواقعى بنجاح، حيث بلغت قيمتها السوقية الحالية 7.5 مليارات دولار. واستحوذت لعبة بوكيمون جو بعد أيام قليلة من إطلاقها على عقول الملايين حول العالم، وحققت أرقاما فلكية فى عدد مرات التحميل. وكان الرابح الأكبر هو شركة ننتيندو المطورة لها.
ويعود السبب الرئيسى لنجاحها إلى استخدامها تقنية الواقع المعزز، أى أن عملية اللحاق بالبوكيمونات تتم فى مسارات وخرائط من العالم الواقعى. وهذا ما يسعى إليه من يصنفون المهووسين بالتكنولوجيا، ويزيد الأمر صعوبة وخطورة على الأبناء منها والكبار أيضا. فهل وصلوا إلى الترفيه؟ فى الحقيقة، لعبة كهذه تصل بأبنائنا وبنا أيضا إن لم نكن واعين إلى الهوس.. وتبدأ مرحلة العذاب لتصحيح المسار.. هذا إن صلح.. فعلينا مراقبة أنفسنا أولا لنجد الضوابط التى نجعل من أبنائنا يدركونها عنا.. فيصح المسار ويعتدل السلوك.

التعليقات