الأمراض الموسمية فى المدارس باتت تشكل تحديا كبيرا لوزارتى التربية والتعليم والصحة، كذلك للأسر التى تكون الأكثر عرضة للإصابة نتيجة لنقلها لهم من الأبناء الذين يأتون وهم يحملونها من فصولهم المدرسية إلى المنزل، وهو ما يتطلب تعاونا تاما من الجميع للحد من انتشارها سواء فى المدرسة أو المجتمع، وبالتالى الوقاية منها.
انتشار هذه الأمراض الذى بات مصاحبا للعودة للمدارس، يتطلب تعزيز الوعى الصحى، وتطبيق الإجراءات الوقائية فى المدارس، الأمر الذى سيسهم فى تقليل تأثيرها على صحة الطلاب وعلى البيئة التعليمية بشكل عام، وهو هدف تسعى إليه الوزارتان، ليسير العام الدراسى من دون أى معوقات تذكر، لأن المدارس باتت تعد بيئة خصبة لانتشارها، حيث يتجمع أعداد كبيرة من الأطفال فى مكان واحد، ما يزيد من فرص انتقال العدوى.
كثير من الأسر تشكو من هذه الأمراض التى تختلف من فصل إلى آخر، وتصيب الأبناء، ومن ثم تصل إلى منازلها وتصيبها، خاصة خلال فصلى الخريف والشتاء اللذين يشهدان ازديادا فى نسب الرطوبة وانخفاضا فى درجات الحرارة، وتؤثر فى صحة الطلبة وفى العملية التعليمية.
خمسة أمراض تعد هى الأكثر انتشارا خلال الفصلين، وهى نزلات البرد التى تعد من أكثر الأمراض شيوعا فى المدارس، وخاصة خلال فصل الشتاء، والإنفلونزا وهى مرض فيروسى الأكثر خطورة مقارنة بنزلات البرد، والتهاب الحلق البكتيرى، ويتسم بألم شديد فى الحلق، وصعوبة فى البلع، كذلك النزلة المعوية تنتشر نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية تؤثر فى الجهاز الهضمى، والحساسية الموسمية التى تحدث نتيجة التغيرات الجوية وحبوب اللقاح التى تزداد فى فصول معينة. تسبب الحساسية أعراضا، مثل العطس المستمر، الحكة فى الأنف والعينين.
بعض هذه الأمراض تكون الإصابة بها متكررة إذا لم تتم السيطرة عليها، إذ لا تكاد الطالبة أو الطالب يشفى منها، حتى تعاوده الإصابة، لأن زميله المصاب نقله له، وعلى الرغم من الجهود التى تبذلها الإدارات المدرسية على مستوى الدولة، لضبط هذا الأمر، والتحذير من إرسال الأبناء للدراسة فى حال إصابتهم بأى أعراض لمرض موسمى ما، إلا أن بعض الأسر، بوعى أو دون وعى، لا تراعى خطورة إرسال ابنتها أو ابنها إلى المدرسة على زملائه، وهو مصاب بمرض موسمى، لذا فإن عليها التحلى بحس المسئولية حرصا على أولادها وأولاد الآخرين.
الحد من انتشارها يتطلب التكاتف من قبل الجميع، لكى نحمى صحة الطلبة، وبالتالى المساعدة أيضا على استمرارية التعليم وتحقيق الأداء الأكاديمى المنشود.
ابن الديرة
جريدة الخليج الإماراتية