التمريض مهنة إنسانية راقية بدأت فكرته فى أثناء الحرب العالمية حينما تطوعت سيدات الطبقة الارستقراطية والنبلاء فى إنجلترا لمداواة جروح جنود بلادهم النفسية والجسدية، بدأت بالنوايا الطيبة وانتهت بعد انتشارها فى العالم كله إلى أن أصبحت علما قائما بذاته له تخصصاته المختلفة العامة والدقيقة على حد سواء.
ربما كانت تلك مقدمة لازمة قبل أن نسأل السؤال الأهم: أين يقف التمريض فى مصر إذا سلمنا بالنوايا الطيبة؟
مناقشة أوضاع التمريض ومشكلات الممرضات فى مصر بداية تقود إلى دائرة جهنمية مفزعة لا أمل فى الخروج منها ولا جدوى من الدخول فيها.
الأمل فى أن نبدأ فى التفكير جديا وعلميا فى إرساء قواعد لمهنة التمريض التى لم نعرفها أبدا من قبل فما نعرفه الآن أشبه بالعشوائيات التى نتمنى إزالتها ليحل ساكنوها فى أماكن جديدة تليق بآدمتيهم.
أنا فى الواقع لا ألقى اللوم على أى من العاملين بمهنة التمريض ولا القائمين عليها وأعرف جيدا أن هناك نماذج متناثرة متميزة لكن الواقع يبدو جليا وينسحب على التقييم الفعلى لتلك المهنة التى بغيابها يبدو الطب كمن يتساند على ساق خشبية يتعثر بها.
التمريض مهنة تعتمد على الإنسان وميزانية كافية لتدريبه وتعليمه وخطة علمية لإعداده.
الإنسان موجود أما الميزانية فيجب ألا تكون مسئولية الحكومة وحدها بل إن تأسيس مدارس للتمريض للفتيات والشباب هو أفضل استثمار يمكن أن يقدم عليه الآن من يسعى لاستثمار أمواله لوجه الله والوطن.
أما التدريس فيها ووضع مقرراتها فيجب أن يأتى تطوعا من أطباء مصر وعلمائها ولدى قائمة طويلة من أسماء زملاء أفاضل منهم من يعيش خارج مصر ويتمنى تقديم أى جهد فى بناء وتحديث بلده فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخه.
إرساء قواعد جديدة شاملة لمهنة التمريض يجب أن يشمل أيضا بداية التحضير لفئة جديدة هى فئة الفنيين فمستشفياتنا لا تعرف إلا فنى المعامل والأشعة بينما تعتمد مستشفيات العالم على فنيين فى كل التخصصات الطبية المعروفة، لهم دور يساند دور الطبيب والجراح ويدعمه لمصلحة المريض وهم غالبا من خريجى الجامعات.
قد لا تتسع صفحتنا للتفاصيل وإن كانت جاهزة لمن يطلبها.