بدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور / محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة والكاتب الكبير الأستاذ حمدى رزق ومشاركة الأستاذ الدكتور محمد حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق والأمين العام لبيت العائلة وحضور لفيف من عمداء الكليات والشباب من الطلبة (المسلمين والمسيحيين) فى مظهر راقٍ وحضارى ناقشنا فى ندوة ثقافية افتتحت به الجامعة موسمها الثقافى فى الترم الثانى حول كتاب «كيرياليسون فى محبة الأقباط» للأستاذ / حمدى رزق والصادر عن مجموعة الكتاب الذهبى لمؤسسة روزاليوسف وهذه بعض الملاحظات عن هذا الكتاب الرائع.
1ــ موضوع الكتاب مميز إذ إن الكاتب بعمق أفكاره ورشاقة قلمه وسلاسة تعابيره استطاع أن يمشى على أشواك موضوع ملتهب جدا وهو العلاقة بين المسلمين والمسيحيين موثقا أغلب الفتن الطائفية التى جرت فى السبع سنوات الأخيرة والتى شعر فيها الأقباط بالظلم، والأستاذ حمدى رزق لم يتجمل أو يجامل أحد خاصة الكارهين لحياة مستقرة وكريمة لمصر، بل بحث وحقق وأرخ ووثق بأسلوب منهجى وعلمى هذه الحقبة الهامة من تاريخ مصر وفى الآن ذاته فى قالب أدبى رفيع يتميز به الكاتب، فقد سرد بدقة هذه العلاقة دون أن يقع فى المنهج العاطفى والشعارات الجوفاء التى اعتدنا عليها فى مثل ظروف الفتن الطائفية أو يجرح فى أحد.
2ــ ما يميز هذا الكتاب أيضا أنه ينُم عن وعى كبير بقضية وطنية ووعى كامل لتاريخ وتقاليد الأقباط وهذا ما يجب أن نصل إليه جميعا إذ إن الجهل بالآخر يسبب بعدا ونفورا فما أجمل أن ينفتح المسيحى ويعرف ما هو الإسلام الحق وتقاليده والممارسات الإيمانية فيه، وكذلك المسلم أن يعرف أساسيات التعاليم المسيحية والممارسات الإيمانية فيه، فالمسلم والمسيحى هما شركاء فى وطن واحد فالمعرفة بالآخر تطرد خفافيش الظلام خارجا.
3ــ الكتاب أيضا خطوة مميزة لترسيخ فكرة المواطنة وأن الجميع متساوون فى الحقوق والمعاملة بدون تمييز وأيضا فى الواجبات كمواطنين مخلصين لوطنهم مصر، وقد استعمل الكاتب تعبيرا فى منتهى الدقة واصفا ما يعانيه الأقباط وهو «الازدراء الرسمى والتمييز المحلى» لوصف عدم مبالاة القيادات لما يجرى من فتن ويتركونها تتفاقم تاركين للقيادات المحلية الأدنى مهمة التصرف والتى غالبا ما تكون تصرفات فيها تمييز نتيجة الأفكار المغلوطة التى يبثها الأشرار، فينفجر حدث ما أمام القيادات التنفيذية المركزية فتضطر للتدخل بعد أن يكون الحدث ملأ نشرات الأخبار فى العالم أجمع.
4ــ لم يغفل الأستاذ / حمدى رزق من ذكر «بيت العائلة» التى يغفل الإعلام دورها فى مد جسور القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية والعمل على إبرازها وعودتها فى صورة خدمات وأعمال مشتركة بين أبناء الوطن.
خلاصة القول إن هذا الكتاب والمعنون بالصلاة الأكثر شيوعا «وترددا» فى الكنيسة وهى «كيرياليسون» وهى كلمة يونانية تعنى يا سيد ارحم، أو يا رب ارحم هى ترنيمة فى حب الله والوطن ودعاء لأيادى متضرعة إلى الخالق مستمطرة رحمته على الوطن والمواطن وجميع مواطنيه على حد سواء... آمين.