شهدت مدينة المنصورة الأسبوع الماضى وقائع مؤتمر أعد له فرع الدقهلية للمجلس القومى للمرأة، كان من الممكن أن يلقى اهتماما كبعض المؤتمرات التى تعقدها هيئات ومؤسسات مختلفة «ينتهى أثره بمجرد انتهاء أعماله لكن الأمر هنا بالفعل أراه مختلفا. الفكرة الإنسانية التى تبناها المؤتمر وما خلفته فى نفسى من أثر عميق هى الدافع إلى تعليقى اليوم ودعوتى لتبنى اهتمام خاص لتلك الفكرة النبيلة من قبل المجلس القومى للمرأة من كل من يمكنه المساهمة فى تحقيق توصيات هذا المؤتمر من مؤسسات الدولة وهيئاتها وجمعيات المجتمع المدنى بل والأفراد من ذوى القلوب العامرة بحب الخير والرغبة فى نشره بين الناس.
تظل قضية الإعاقة أحد أهم القضايا الاجتماعية التى تشغل مجتمعات العالم فنرى الاهتمام بأمر المواطن المعاق يتجلى فى صور من الاهتمام الفاعل والذى يعطى المواطن حقا موازيا للمواطن العادى فى حياة كريمة سهلة تدفعه للإنتاج وتعترف بقدراته وتحمى مقدراته رغم أننا لا ننكر الجهود التى تبذلها الدولة بهذا الصدد لكننا أيضا نتمنى أن تدعم الدولة بصورة أكبر وأكثر فاعلية جهود الناشطين فى ذلك المجال وأن يجد أصحاب الهمم من أبنائنا لهم مكانا يستحقونه على لائحة أولويات استراتيجية حقوق الإنسان التى يستعد المجتمع المصرى لاستقبالها بترحيب عظيم.
رغم أن أصحاب الهمم وذوى الإعاقة من أبنائنا كانوا الإطار الذى احتوى الصورة الباهرة إلا أن الألوان جاءت معبرة عن القوى الناعمة التى طالما دعمت وقدمت التضحيات وساندت فى حب وصبر وجلد على مدى أيام وسنوات هؤلاء الأعزاء ليخرجوا إلى العالم مسلحين بقدرات خاصة صاغها احتمال أولئك الأمهات وقدراتهن الخارقة على مواصلة الرعاية بحب ودأب ومسئولية لأطفالهن، الأمر الذى يضمن لهم السلامة فى مواجهة أعباء الحياة وقسوتها على مر ثلاثة أيام انعقدت فيها جلسات المؤتمر العلمية والتى حضرها إلى جانب الأمهات المحاربات عدد كبير من المهتمين بالأمر والتى تنوعت موضوعاتها بهدف إلقاء الضوء على الجوانب التى تهم الأمهات فى علاقاتهم مع الأطفال وطرق التربية وأساسيات التنشئة وكيفية مواجهة مصادر الخطر وحل المشكلات اليومية.
على مدى إحدى عشرة جلسة للمؤتمر دار الحوار بين الأمهات المحاربات وكل من اهتم بأمرهن من جامعة المنصورة والمجلس القومى للمرأة والجمعيات النشطة من المجتمع المدنى ينتهى إلى اليوم الثالث والأخير والذى ضم الجميع فى لحظات من البهجة خلال يوم رياضى شارك فيه الجميع مستمتعين بحصاد عمل بالفعل إنسانى اجتماعى عظيم.
فكرة المؤتمر فى حد ذاتها تحمل معنى إنسانيا نبيلا: الاهتمام بالانسان المعاق أمر واجب يحظى دائما بالانتباه لكن بالفعل كانت تلك المرة الأولى التى أتوقف فيها عند من تخطى حدود الانسانية إلى بعد أرحب فقرر الاهتمام بالأم المحاربة التى هى ظل طفلها ومعلمه الأول.
تحية واجبة للدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة وأ.د. أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة والدكتورة سماح رمضان مدير مركز الأشخاص ذوى الإعاقة بالجامعة. وأ. د. أمينة إبراهيم شلبى مقرر المجلس القومى للمرأة بالدقهلية على مؤتمر بالفعل يحقق الاهتمام بالمرأة الأم التى اختار لها سبحانه دورا إضافيا من أدوار الأمومة النادرة.
تحية واجبة لكل من ساهم فى الإعداد لهذا المؤتمر ومن صاغ توصياته التى تمنيت لو اتسع المكان لنشرها بالكامل لكن بلا شك يكون هذا واردا متاحا فى الشروق إن شاء الله.
أتمنى بالفعل لو أتيح لهذا المؤتمر أن تتأصل نتائجه وأن تتشكل هيئة من المهتمين بالأمر لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر سواء تم ذلك بمعرفة المجلس القومى للمرأة أو تبناها المجتمع المدنى فمجال العمل فيها بالفعل يشير إلى مساحات شاسعة من العمل الخدمى المثمر ويمتد إلى أعداد عظيمة من الأمهات المحاربات فهن بلا شك أولى بالرعاية وأجدر بالاهتمام.