تراجعت محنة كورونا وتنفسَّ العالم الصعداء تراخت القيود وأصبح ارتداء الكمامة ملزما فى بعض المواقف فقط لكن الواقع يشير إلى أن الفيروس اللعين ترك وراءه الكثير من المشكلات التى تربك الإنسان على الأرض وتجره إلى دوامة من الارتباك.
بداية لم تعلن الهيئات المعنية بأمر الصحة فى العالم الانسحاب الكامل لفيروس كوفيد ١٩ فمازالت احتمالات وجوده وقدرته على العدوى قائمة هذا إلى جانب احتمالات لمواجهة تداعيات متأخرة للإصابة به مازالت قيد البحث تسجلها المراكز العلمية وتصف تطوراتها.
ما بعد الإصابة بكوفيد ١٩ هى مجموعة أعراض تطال صحة الجسد، كذا صحة الإنسان النفسية بعد تشخيص حدوث العدوى والشفاء منها قد تستغرق أسابيع. أهمها الإحساس بالتعب والإرهاق وما يمكن وصفه بعدم القدرة على استعادة الحالة الطبيعية من النشاط والقدرة على الحركة والعمل قبل الإصابة بالعدوى.
حزمة من الأعراض تظل تؤرق الإنسان بعد الشفاء من عدوى كوفيد ١٩ فى بعض الأحوال: ضيق التنفس والإحساس بالجهد المبذول، التداعى المفاجئ بعد الحركة، السعال، آلام الصدر، وربما البطن تشتت الذهن وتغير المزاج ألم العضلات غير المبرر. قد تشمل الأعراض أيضا الأرق وعدم القدرة على النوم بل واضطراب الدورة الشهرية لدى السيدات وتراجع القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية.
أعراض لا يربطها رابط ظاهريا تنال من وظائف جسم الإنسان وحيوية أعضائه لكنها من طرف خفى تشير إلى زائر غير مرغوب فيه مر من هنا وترك بصمات مشفرة على خلايا الإنسان ورسائل مبهمة تسرى فى شرايين لا يملك الإنسان لها ردا أو علاجا.
يظل كوفيد ١٩ رغم كل تلك المعلومات التى أعلنها العلم عنه لغزا محيرا وأسطورة مبهمة تتلاشى دون أثر يمكن تتبعه.
لا أحد يدرى حتى الآن هل سيتوقف الامر عند هذا الحد أم أن هناك تداعيات أخرى ستظهر على المدى الطويل تصيب الإنسان فى مقتل؟
يلهث العلم وراء أى إشارة تصدر عن كوفيد ١٩ تؤثر على الإنسان وتنال من مقدرته ليسجلها ويبدأ فى تحليلها ورصد تداعياتها وتقدير احتمالات تنامى خطرها، فالأمر على ما يبدو لم ينته بعد لكن العلم بالفعل يبلى بلاء حسنا ويحرص على أن تصل تلك المعلومات إلى الإنسان فى كل مكان حتى يتهيأ لكل الاحتمالات.
يبدأ فصل الشتاء ومعه تزداد الحيرة فى تشخيص عدد من الفيروسات التى تتشابه فى أعراضها وأن اختلفت فى مصير مريضها. منها إلى جانب كوفيد ١٩ ومتحوراته وفيروسات الإنفلونزا الموسمية بأنواعها الفيروس التنفسى المخلوى أو الفيروس المعدى الذى أعلنت زوارة الصحة عن اكتشافه مصيبا الأغلبية من الأطفال، وأكدت أنه سريع الانتشار للغاية وأنه مؤلم للأطفال، نظرا لارتفاع درجة الحرارة مع السعال وتراكم البلغم وسيلان الأنف، الأمر الذى يستوجب عزل الطفل فى المنزل فى حجرة جيدة التهوية مع الاهتمام بنظافة الطفل الشخصية وتغذيته وتناوله باستمرار خوافض الحرارة ومتابعة تطور حالته مع طبيب أطفال مختص.
تظل معركة البقاء دائرة بين الإنسان وأجيال من الكائنات الدقيقة باكتيريا وفيروسات وفطريات ما دامت الشمس تشرق على الأرض.
ويظل تتابع الفصول إحدى المناسبات المهمة التى تنتعش فيها قدرات تلك الكائنات الدقيقة التى ربما لا ترى بالميكرسكوب العادى. وتظل الوقاية حجر الزاوية فى قضية الصحة العامة فانتبهوا لكل مقوماتها، غسيل الأيدى باستمرار، تجنب الزحام واستعمال الأدوات الشخصية للغير والغناية بالأطفال وإلزامهم بالبقاء فى المنزل متى أصيبوا بالعدوى فالانتشار مشكلة معقدة تضيف أبعادا جديدة للموقف.
سلمتم جميعا.