استغلال حادثة الاختطاف لتحقيق مآرب سياسية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:12 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استغلال حادثة الاختطاف لتحقيق مآرب سياسية

نشر فى : الخميس 19 يونيو 2014 - 4:45 ص | آخر تحديث : الخميس 19 يونيو 2014 - 4:45 ص

افتتاحية هاآرتس

يبذل الجيش الإسرائيلى والشاباك جهودا مضنية من أجل تحديد مكان الشبان الثلاثة المختطفين والمسئولين عن اختطافهم. ويجب أن نأمل أن تؤتى هذه الجهود ثمارها فى أقرب وقت، وأن نتعلم الدروس المطلوبة ونطبقها. لكن على ما يبدو، فإلى جانب تركيز القدرات الاستخباراتية والعسكرية على الموضوع الأساسى، ثمة من يرى فى هذه العملية مناسبة لانتزاع قرارات بطريقة ملتوية وبسرعة.وهذه العقول المنتجة التى يعمل جزء كبير منها من داخل الحكومة، مليئة بأفكار مجنونة: الإقرار السريع لقانون منع العفو عن أسرى، وتحديدا الآن يتضح مدى حماقته؛ وقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية بصورة كاملة، وطرد العشرات إن لم يكن المئات من أنصار «حماس» إلى غزة وتدمير منازلهم، وفرض حصار شامل على مدن الضفة وغير ذلك. إلى جانب هذا، تدفع الحكومة بعملية تشريعية سريعة لتغذية الأسرى المضربين عن الطعام بالقوة. ويضاف إلى ذلك كله مواصلة ممثلى حزب البيت اليهودى التعبير عن تأييدهم ضم مناطق إلى إسرائيل. وفى الواقع ليس لهذه الأفكار أى علاقة بتحديد مكان المختطفين. وهى فى أحسن الأحوال تعبر عن الرغبة المتزايدة فى الانتقام من السكان الفلسطينيين، وفى أسوأ الأحوال تُستغل من أجل تحقيق رغبات من يريد تخريب العملية السياسية. فهؤلاء يريدون تحويل عملية الاختطاف إلى حدث بارز يعيد تحديد علاقة إسرائيل بالفلسطينيين وزعامتهم. وتسعى هذه الأفكار وأصحابها إلى استخدام هذه العملية من أجل تقويض حظوظ الحل السياسى. إن هذا التوجه لم يأت من لا شيء، فهو جاء على خلفية الوعظ المتصلب لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بضرورة النظر إلى السلطة الفلسطينية ومحمود عباس كأطراف معادية بعد انضمام «حماس» إلى الحكومة، على الرغم من أن عباس والقوى الأمنية فى السلطة، حتى بعد المصالحة مع «حماس»، تنسّق مع قوات الأمن فى إسرائيل قدر ما تستطيع. وما يمكن قوله حاليا إن أكبر ضرر يمكن أن يلحق بأمن إسرائيل هو ضرب التعاون الفلسطينى.

ليست السلطة الفلسطينية هى من اختطف الشبان. وفى هذه المرحلة، ليس واضحا ما إذا كانت قيادة «حماس» وافقت على العملية أو علمت بها.

إن الحديث الهاتفى الذى بادر إليه رئيس السلطة مع نتنياهو، وبيان الإدانة الذى صدر بعده، يجب أن يوضحا لرئيس الحكومة أن السلطة الفلسطينية شريكة فى مصلحة إسرائيل الأمنية، وأن عليه أن يكبح المبادرات الخطرة داخل الحكومة كى لا يزيد من خطورة الوضع.

التعليقات