«الطلاق» هذه الكلمة البغيضة أصبحت متداولة قولا وفعلا فى كثير جدا من البيوت خاصة البيوت الشابة حتى أن رئيس الدولة تكلم عدة مرات عن هذه الظاهرة معبرا عن قلقه وتتحدث بعض الإحصائيات عن أن 40% من الزيجات الشابة تنتهى بالطلاق فى غضون أول خمس سنين.
كذلك تشهد المحاكم مآسى أسرية فيما يخص القوانين التى تحتاج إلى تحديث بما يليق بكرامة الإنسان وكلنا نعرف مآسى النفقة والرؤية وتبادل الاتهامات وليست فقط كرامة المرأة هى المهانة ولكن كرامة الرجل عندما «يُخلع» من زوجته فيكون العار أمام الأقارب والأصدقاء مما يزيد الفجوة بين الزوجين السابقين ناهيك عن استغلال الأطفال كسلاح ضد الطرف الآخر مما يسبب للأبناء مشاكل نفسية تؤثر عليهم عند بلوغهم وبالتالى يحمل مجتمعنا مشاكل نفسية كثيرة جراء الطلاق.
الطلاق ليس فقط الانفصال وعدم المساكنة ولكن كم وكم من الأسر تعيش «حالة الطلاق» تحت سقف واحد فتكون الحياة مستحيلة لكل أهل البيت من الزوجين والابناء وكل من حولهم.
لا ننكر أن الأبنية والمدن والطرق الجديدة والاستثمارات التى تشهدها مصر حاليا شىء عظيم ومشرف ولكن إذا كانت هذه الأشياء لن تجد غير أشخاص أو أسر محطمة تستعملها بدون سعادة ورضا حقيقى لن تكون ذا قيمة لأن «الإنسان» الذى فقد فيها جزءًا كبيرا من لذة الحياة وجمالها ورونقها رغم كل جهود الدولة لتحقيق حياة أفضل.
بعض المؤسسات التى تعمل فى الخدمة العامة وبعض الكنائس تفرض على المزمعين على الزواج حضور «دورة تدريبية» لا تقل عن ثلاثة أشهر لتأهيل المخطوبين وإعدادهم للزواج وحتى لا يكون قرار الزواج قرارا عشوائيا، يدرسون فيه مواضيع مثل – قصد الله من الزواج – كيفية الاختيار ــ تربية الأطفال – الحوار أسلوب حياة – كيفية حل الخلافات – الميزانية المنزلية – الجنس ومعناه الإنسانى – الأبوة والأمومة المسئولة – نظرة على القوانين – وغيرها من المواضيع التى قد تكون مفيدة، هذا ليس معناه أن الطلاق سيتلاشى ولكن النسبة ستقل كثيرا، وهذه الدورات ستخلق وعيا مجتمعيا وأسريا وكانت الدكتورة العظيمة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى السابقة وحاليا وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة المدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية فى فيينا كان لها مشروع لإعداد الزواج أعلنته أمام رئيس الدولة فى أحد المؤتمرات.
أدعو الدولة أن تفكر بجدية فى:
• تشكيل لجنة من علماء النفس والاجتماع والقانون والشئون الدينية لدراسة جادة لظاهرة الطلاق وإيجاد الحلول قبل أن تتفشى هذه الظاهرة وتخرج عن السيطرة.
• إلزام كل متقدم للزواج على هذه الدورة التى يقوم عليها متخصصون فى كل الفروع حتى يستوى مجتمعنا وأبناؤه.
• ودون أن أتدخل فيما لا يعنينى أدعو أيضا لدراسة موضوع «الطلاق» وتداعياته حتى لا يكون متسرعا بسبب غضبه وإيجاد الحلول الشرعية له فالعلوم الدينية هى فى خدمة سعادة الإنسان وكيفية إرضاء الله.