متظاهرون وبلطجية للإيجار - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 10:15 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متظاهرون وبلطجية للإيجار

نشر فى : الإثنين 19 أغسطس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 19 أغسطس 2013 - 8:00 ص

قبل حوالى ثلاثة اسابيع التقى رجل من مدينة العبور بأحد المقاولين، وطلب منه «تشطيب» عمارته الجديدة، المقاول طلب منه التريث وتأجيل الموضوع لاسابيع، لعدم وجود عمال فى السوق.

المواطن سأل عن السبب فرد عليه ان الأجرة اليومية للعامل والتى لم تكن تزيد عن مائة جنيه، ارتفعت تماما بعد اعتصام الاخوان وانصارهم فى رابعة، والسبب ان هناك من يعطيهم مائة وخمسين جنيها ليجلسوا فقط فى الاعتصام وترتفع حسب نوع المهمة.

وقبل ان يسارع الاخوان وأنصارهم باتهامى بتشويه صورتهم اطمئنهم بأن استئجار المتظاهرين والمعتصمين لم يكن قاصرا عليهم وفعله أهل التحرير فى مرات سابقة من قبل.

وقد يسأل احد الاخوان: وهل نحن وانصارنا قلة حتى نستأجر متظاهرا أو معتصما؟!.

السؤال وجيه والاجابة هى لا بالطبع، هم فعلا كتلة منظمة وكبيرة، لكن اذا كنت قادرا على استئجار شخص قبل ان تحمل كل المخاطر مقابل مائة وخمسين جنيها فلماذا تخاطر بكادر مدرب ومؤهل ومؤمن بك؟!.

رواية المقاول سمعتها بنفسى من قريبة صاحب العمارة وجميعهم ليس لهم انتماءات سياسية، وقبل ايام سمعت بالصدفة من شخص اثق به تصوره لطريقة استئجار بلطجية أو متظاهرين للقيام بالاعمال الصعبة خصوصا مهاجمة الكنائس واقسام الشرطة والمؤسسات الحكومية.

بدلا من ان تقوم بنفسك بالتوجه إلى قسم الشرطة أو الكنيسة لحرقه، يمكنك ان تستأجر مجموعة وتدفع لكل فرد ما بين 500 جنيه إلى الف جنيه حسب خطورة الحالة، ولا مانع بالطبع من انضمام بعض الانصار أو المتعاطفين إلى المسيرة أو المظاهرة.

يضيف صاحب القصة انه يمكن ملاحظة ان الذين يحرقون المنشأة يمكن الا يكونوا يعرفون ما هى طبيعة تلك المنشأة، أو حتى لا يعرفون السبب الذى من اجله يهاجمونها.

يستمر محدثى قائلا انه لا يستبعد ان يكون بعض معتصمى نهضة مصر السابقين قد استأجروا اشخاصا ليحاربوا خصومهم يوم موقعة بين السرايات الشهيرة.

هذا الرجل اكد مرة ثانية على ان استئجار بلطجية لم يكن حكرا على التيار الاسلامى هذه الايام، لكن رجال أعمال ليبراليين دفعوا ايضا اموالا طائلة لبعض المتظاهرين فى ميدان التحرير ليس فقط نظير الاعاشة، لكن ايضا لضمان استمرار بعضهم فى خيام الاعتصام اكبر فترة ممكنة.

سألت الزميل: ولماذا يستأجر الاسلاميون متظاهرين ومعتصمين رغم ان عددهم كبير؟.

رد الرجل: السبب ببساطة ان هناك مهام لو نفذها غيرهم لكان الأمر أفضل، وعندما سألته لكن هناك كثيرين من ضحايا الاحداث من الاخوان وانصارهم واولادهم وليسوا من البلطجية؟

فعاد الرجل للتأكيد على ان «المستأجرين» جزء من المشهد وليس كل المشهد.

الخلاصة المبدئية ان هناك سوقا جديدة للمتظاهرين والمعتصمين بالايجار، وليس هناك من يمنع ان يتظاهر شخص معدم مع الاخوان نهارا ومع الليبراليين ليلا، مثل الباعة الجائلين الذين كانوا يبيعون اعلام القاعدة والسبحة وسجاد الصلاة لمتظاهرى رابعة نهارا، وصور عبدالناصر والسيسى وجيفارا فى التحرير ليلا!!.

الاعتصام فى رابعة والنهضة انفض لكن الخطورة ان يتطور استخدام هذا السلاح الخطير فى عمليات اشد خطورة من التظاهر والاعتصام أو حتى حرق قسم شرطة أو كنيسة أو مقر محافظة أو مبنى محكمة، وربما الاخطر ان يبدأوا العمل لحسابهم الخاص أو لمن يدفع اكثر سواء كان فى الداخل أو الخارج.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي